سَيِّدِة الْهَوَى
بقلم محمد الباشا
العراق
لَيْتَ الْبَحْر
عَلِمَ بنعومة أقدامَك لَصَارَ زَُبَداً وَأنصهر
لَكِنَّنِي أَظُنُّهُ هَاجَ لأمواج رقَتِكِ فَذَابَ وانحَسر
تَرَكَكِ تَلْعَبِين مَع سَاحِلِه وَصَارَ رذاذاً وَانْتَشَر
يَا لَبُوسَ حَالَه وَهُوَ يحتضن قَوَاماً لاتحويه فِكْر
وَلَا تُدْرِكُه صُوَر
سُبْحَانَ مَنْ سِوَاكَ مِنْ مَاءٍ وَمَدَرٌ
وَجَعَل الْعُيُون كَأَنَّهَا عَقِيقٌ وَدُرَرْ
فَرَاح يَثُور عَبَثاً وعنفواناً فَعَثَر
صَهَل بصراخٍ تَعَالَت صيحاته كَذِباً واندَثَرْ
كَان هَادِئ الطِباع لَكِنَّه لخطاك فَاض وانفَجَرْ
وَعَلَى أكتاف رِمالِهِ تتقلبين وبجمالك اِنْبَهَر
فتاهت خَطَاَه وَعُميَ مِنْهُ النَّظَرُ
فَتَمَلمَلَ طَرَباً عَلَى مُوسِيقَى أَنْفَاسِك فَجَهَر
فَظَنَّ أَنَّهُ للآلآم قَدْ هَجرْ
لَكِن أَيْنَ مِنْ عَذَابِ دلالك الْمَفَر ؟
سَيَبْقَى عَبِير أَنْفَاسِك يراوده فِي السَّهَر
فَغَاص بأعماق السِّحْر
رِفْقًا بِالْبَحْر يَا سَيّدَةَ الْهَوَى قَدْ بَاتَت حَبَّاتُه مَذِر
لَيْس وَحْدَهُ مِنْ تُدَمّر واندحر
وَتَحَسر
وتمرمر
وَتُكْسَر
بَل فُؤَادِي الذي هَوَاك غَزاة وَلَه أَسَرّ
فَأَمْسَت كلماتي بهواكِ تَتَلأْلأ بشذر
