قالت

 قالتْ

بقلم   أسامه مصاروه 

حبيبي، كلّما أنظرُ إلى عينيْكَ أرى الكونَ جميلا، حتى أنَّ الصحراءَ الجليديّةَ أو الجليدَ الصحراويَّ القاتِمَ القائِمَ حولي، وعلى مسافاتٍ تتحدّى حدودَ وقيودَ أبناءِ البشرِ، أراهُما جميليْنِ مزهِريْنِ في قلبي، يغمرُ شذاهُما كلَّ خليّةٍ من خلايا جسَدي المنهكِ والمُضْنى منْ ظلامِهمْ، فأنهضُ من تحتِ رمالِ جليدِي أو جليدِ رمالي، لأحضُنَ النورَ وألثُمَ الجمالَ. هنا كلُّ شيءٍ جميلٌ، لطيفٌ ووديعٌ لأنَّني

أراهُ من خلالِ عينيْكَ حبيبي.

عجيبٌ غريبٌ أمرُ هذا الحبِّ الذي يربط قلبيْنا، يوحِّدُ روحيْنا ويجعُلنا صِبْغةً أخرى، فصبغةُ الحُبِّ من صبغَةِ اللهِ "ومنْ أحسنُ من اللهِ صِبغةً "

قالَ:

أجلْ عجيبٌ غريبٌ أمرُ حُبِّنا يا حبيبتي، والأعجبُ والأغربُ هوَ أنّني أرى من خلالِ عيْنيْكِ جمالَ هذا الكونِ، حتى أنّني أرى ابنَ آدمَ على بشاعتِهِ جميلًا، ولا أقصِدُ قُبْحَ وجهِهِ أو ملامِحَهُ الفيزيولوجيِّةَ، وإنّما قُبْحَ خُلُقِهِ لا خلْقِهِ. تذكرتُ هنا قولَ إيليا أبو ماضي في قصيدتِهِ التي تعلمْناها أيامَ أنْ كُنا في الابتدائيَّةِ، أيْ قبلَ بضعِ عقودٍ من الزمان: 

"والذي نفسُهُ بغيرِ جمالٍ 

لا يرى في الوجودِ شيئًا جميلا". 

أجل درسناها ونحن أطفالٌ بعدُ وفهمناها وحفظناها عن ظهرِ قلبٍ، بل وحفظنا العشراتِ من القصائدَ الجميلة، على نقيضِ ما يحدثُ اليومَ في مدارسِنا. 

فعفوًا يا حبيبتي إنّني أرى الكونَ جميلًا من خلالِ عينيكِ، وحتى إذا كنتِ صادقةً وكنتُ أنا صادقًا أيضًا، فهذا ما يجبُ على الحُبِّ الصادقُ أن يحْمِلَهُ ويزرَعَهُ في قلوبِ العاشقينَ الصادقينَ.

كلانا حبيبتي نرى الجمالَ ذاتَهُ، وكيفَ لا ونحنُ جسدٌ روحيٌ كاملٌ ومتكامِلُ لا شيّة فيهِ ولنْ تكونَ. 

أ