خواطر سليمان
بقلم سليمان النادى
إنه الله
" الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ "
غافر ٣٥
ما أروع التسليم لأمر الله السميع البصير إذ أمرك فأنصعت حبا وكرامة ، فانهمرت روحك بعذب طاعته فصرت تتوسل ولا ترتجي سواه ...
ما اروعك حين تمقت كل نفس سارت أسيرة في سراديب الجدل والمراء ، فلا تجني من وراءه الا إنسان افني عمره هباءا وضاعت خطاه فشاب وارتبك في ظلمات التيه فلم يعد حتى عارفا نفسه ، وأصبح قلبه متغطرسا جبارا ...
السميع البصير معك .. ويرى أنه لو اتبعت كلام الناس فإنهم سيضرونك ، وسيفترون عليك كذبا وزورا وبهتانا ، لأن أكثرهم ليسوا على هداه ...
لا يضرك البهتان .. وما يقولوه عليك ، أو أن يسخروا منك ، فالنّاس للأسف رغم أنهم من صنع الله وهو خالقهم ، ومع ذلك كذّبوا وأنكروا وجوده ، وجحدوا فضله ، فما قدروا الله حق قدره .. فلا تحزن إن نالك منهم بعض الأذى ...
شمر للسير إلى الله في سواء السبيل ، ولا تقعد فارغا ثم تتمنى ...
وتذكر أن سيدنا سليمان لما شغله حب الخيل ، وتأخر فقط عن صلاة العصر حتى قاربت الشمس على الاختفاء ، قام على خيله طفقا بالسوق والاعناق وقدمها لله كفارة عن خطئه ...
فكان العطاء الجزيل له أن وهبه الريح لتكون بساطا لدربه ومساره ...
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق