Flickr Images

Product :

Popular Posts

أنا قيس

 أنا قيس

بقلم  رشاد على محمود 



سأظل أنا المحب العاشق ٠ فأنا

          قيس وأنتِ كل الحب يا ليلى


فانت هدوء الليل وجمال الخيل

     وجفاف الصيف والأمطار والسيل


وانتِ الزهور والظل انتِ والحرور

                   وهواكِ الإنحياز والميل


في هواكِ لايشيخ القلب ويثمر

         الحب ألف حب  وتسعد الروح


ويظل الفؤاد يغدو ويروح

          ويصرخ كالاطفال حتى يبوح


ويشيع حبي في الجوار وها هنا

كالعطر يسري في النسيم حتي يفوح


فتطيب الجروح وتزهو الحياة

        ويصبح الصبار ياسيدتي عسل


حين أناجيكِ يلبي الهوى والوصل

       سامري ولأوجاعي سيف ونصل


فتتلاقى أقداح الهوى والعين تغفو

              هانئة والروح يغشاها كسل


والود يغدو ضاحكًا والطهر يافاتنة

     إن شابه شك ٠ بين كفيكِ يغتسل


حكاية أمي

 حكاية أمي

الناقد  حمدى البوقي 



ح احكى عن أمى

بس اقول ايه ...

اكتر من اللى اتقال 

لازم احكى واحكى 

طول م باقى سؤال 

والخلق سؤالها مازال 

لسه عن امى 

ودمعها الباقي 

وجرحها لسه 

ملضوم بموالى 

احكى  يمكن...

اللى ابتدا بمحال 

بكره يصير  ممكن 

د الكون بدأ بكلمة 

لسانى  خايف. ...

أتوه في الضلمة 

باب الحكاوى كبير 

وانا بقالى كتير 

وكأنى كنت ف سفر 

وادينى  جيت 

لسه على البيبان 

متمدده الغربان 

نازلة دموع امى 

وهى  بتقولى 

احكى كلام لونى 

مسطور على جبينى 

وان خفت ماتقولشي

بلاش ما تكتبشي 

لا تروح ولا تمشى 

خليك هنا جنبى 

غنى وقول موال 

أه....يامه 

موالى هو انت

ياعاشقه القمر كنت 

لبعد حد الحلم 

حيط السكات هدى 

حبل الغنا مدي 

راح اكسرشراع الموت 

لو ح أسافر 

ف الضلام وحدى


العالم الإفتراضي

 العالم الإفتراضي

بقلم عزة مصطفى كسبر 



في زمن التكنولوجيا وتطور وسائل الإتصال ، ما عادت المسافات عذراً للقطيعة ، بل صارت هذه الوسائل شاهداً علينا ، و دليلاً قاطعاً يديننا أمام أنفسنا أولاً ، وأمام من غبنا و إنشغلنا عنهم بها، صرنا في هذا الزمن أقرب للبعيد عن العين،وأبعد عن عين القريب منا،  شغلتنا التكنولوجيا، ونسينا معها واجباتنا أمام أقرب الناس إلينا ،فقبل أن تغزونا وسائل التواصل الإجتماعي كنا نقضي وقتنا بين الكتب والروايات ، ومع قصص الجدات واللهو والمرح مع الصديقات ، وزيارة الأهل والأقارب ،كنا فيها اقرب لبعض من وسائل بدل أن تجمعنا فرقتنا عن بعض ،صار تعاملنا مع هذه الوسائل خال من كل مشاعر وأحاسيس،.فقد ترسل رسالة فرح وقلبك موجوع، وقد تبعث رسالة تعازي وأنت جالس في حفل بهيج ،

  فما احوجنا لزمان كانت تقرأ فيه الرسائل في العيون وعلى وجوه المحبين،   و كانت العلاقات فيه أكثر تناغماً ،والمشاعر صادقة وخالية من كل تزييف


العالم الإفتراضي ، فرض سلطته قسرا علينا، استغل فراغنا، ضعفنا، هشاشاتنا، ونقاط ضعفنا، فملأ فضاءاته بمانهوى، لكي نظل كالفراشات تائهين  من زهرة ٱلى أخرى، وما شربنا من رحيق فتنتها إلا قيودا ،ومتاهات غير متناهية، ووما ارتوينا، لا يزيدنا به إلا تعلقا واحتفاءا..فطوبى لمن عرف كيف يستحكم في وقته ، ويتيه في روض  الصالحين، وينهل من معارف المكرمين، ليزداد بها قربا لله، لا بعدا.أنه عالم التناقضات. عالم قطع المسافات وقطع الأرحام. عالم الفضيلة والرذيلة.

عالم الثواب والعقاب. عالم الغائبين الحاضرين.أبتلعنا العالم الأفتراضي


عالم الجريمة والعقاب. عالم الدروس المدفوعة الثمن.الاكيد  حياة بعض البشر في العالم الافتراضي اصبحت أهم بكثير من حياتهم الفعلية على أرض الواقع لكن المهم اننا هنا في هذا العالم  اصدقاء يجمعنا الود والاحترام جمعنا القدر بأشخاص من مشارق الأرض ومغاربها .. نعلم أننا ربما لن نلتقي بهم و‏ثمَّة حياة مُختلفة،بألوانها الحقيَّقة،تقبع على.  مسافة قصيرة مِنَّا.. إن تمكنَّا من الضغط على.  كبسة إطفاء.  والعالم الإفتراضي.ثمَّة حب،خناقات،ضحكات،دمُوع.  و مشاعر 

لا تعبر عنها وسائل إفتراضيَّة.ثمّة عائلة ،وأصدقاء.  واكتفينا بذاك القدر من الألفة التي ربطت بيننا ..أكتفينا بتلك الصورة الجميلة التي  رسمها خيالنا لهم وان لم تكن واقعية مئة بالمئة..


لم يسرقنا عالم النت فقط  بل سرقتنا الحياة بما فيها سرقنا حبنا وتعلقنا بكل المعاني والقيّم والمفردات ، بكل من حولنا من الوطن إلى الأحباب إلى قضايا إنسانية ضاع فيها حبل النجاة ودروب تاهت نواهيها، لم يكُن النت لصاً محترف يأخذنا من أحد بل كان وطن محاط صغير على التعبير لرُبّما وكبير فيما جمعنا من أصدقاء يقولون عنهم وهميّون في عالم إفتراضي لا أدرى كم أجد الوصف ظالم ؟؟؟!!! بعدما تحولت العلاقات المجتمعية من صداقة  ورفقة عمر إلى مصالح حتى في التحية، بينما نلتقي بتحيتك الصباحية بكل ود ومئات ممن عرفناهم في هذا العالم الوهمي الواسع على حد قولهم ...النت أخذنا إلى مدى أوسع وأخرجنا من بوتقة كادت تضيق علينا بشيء من الخذلان في البعض فأصبحنا في عالم أضعف الإيمان يتسع كما تريد أو يضيق كما تود يعطيك معرفة وفائدة مقابل وقت بينما أضعت سنين لرُبّما كآنت عند الغالبية سراب  وذكريات أصبحت تحمل بين طياتها ألم الوقت...


نحن لم نعُد نقوى على الغياب في الحضور ولا على الخذلان ولا الغدر لأننا نبحث عن باقي الوقت وكفانا ضياع مع الزمان والمكان والغير ... الغير مناسب كفانا لجوء في مواقع لا نحبها ولم تكُن لنا يوماً ففيها فقط أضعنا الوقت ففيها فقط  سُرقنا من أجمل معانينا دون أن ندري...

بَــحِــبِـــــكْ يَّـــــا مَــصْـــــــر

    بَــحِــبِـــــكْ يَّـــــا مَــصْـــــــر

الأديب  سالم ابو العلا محمد 




بَـحِـبِــكْ يَّــا سَـــواقى بِــالـخِـيـــر دَوَّارَه

تِـسْـقى الـكُـل الـهَـنَــا بِـغَــزَارَه

تـشِـيـلى مِـن حَـلْـق الـخَـلْـق الـمَـــرَارَه

وتْـبَـــدِّلى بِــالـفَـــرْح أحْـــزان الـحَـيَّــارى

بَـحِـبِــكْ يَــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــكْ يَّــا أم الأراضى والـــزَّرْع وفَـلاحِـيـن

أطِـبَــاء وعُـلَـمَــا ومُـهَـنْــــدسِـيـن

مِـهَـن حُـــرَّه عُـمَّــالْ شَـقْــيَّــانِـيْـن

مَـجْـــد وحَـضَــارَه آلآف الـسِـنِـيـن

بَـحِـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــكْ يَّــا نَـسَــايـِّـم بِــالـمِّـسْــك فَـــوَّاحَــه

يَّــا شَــايْـلَـــه الـكُـلْ عَـلى كُـفُـــوف الـــرَّاحَــه

بِـطِـيــبِـــه قَـلْـب ورِضَــا وسَـمَــاحَــه

وإلىِّ فى قَـلْـبِــكْ بِـتْـقُـــولِـيـــه بِـصَـــراحَــه

بَـحَـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــكْ بِـــزَرْع وحَـصَــاد فى الـغِـيـطَــان

مـآذن تْـجَـــوِّد وتِـــرفَـع الآذان

وأجـــراس الـكَـنــايِّـس فى كُـل مَـكَــان

مَــابِـتْفَـــرَّقْـيـش بِـيـن مـحـمـد ويُّـــونَــان

بَـحَـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــك يَّــا شِمُـــوس فى لَـيـَّـالى الـشِّـتَــا

وعَـلى شِّـِيـل هِـمُـــومْـنَــا مِـتْـعَــوِّدا

عَـلى وشِّــكْ دايْـمــاً بَـسْـمــة رِضَــا

وفى الـشِّــده رَِدِّكْ لُـــه ألـف صَــدا

بَـحِـبِــكْ يَّــا مَـصَـــر 

       ـ                                                                                                                                        

بَـحِـبِــكْ بِـتِـهـتَـمى بِطَـلَـبَــه جَــامْـعَــه ومَــدارِس

جَــوامِـع مَـعَــابِـــدْ أدْيـَّــره وكَـنَــايِّـس

جِــيـشْ وشُــرطَــه لـلأمْـن حَــارِسْ

وقَـلْـبـِـكْ بِـنَـبـْـض الـكُــل حَــاسِـسْ

بَـحِـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــكْ غَـنَــاوى نَـيَّــات وطَـبْــل ودِفـُــوفْ

صَـبَــايـَّـا تِــتْـمَـايـِّــل 

عَــلى تَـصْـفِـيـق الـكُـفُـــوفْ

ولَـمَّــا أقُـــولِّــكْ .  يَّــا بِـــتْ بَـحِـبِــكْ

تِـخْـجَـلى وتْـقُــــولى 

أمُـــوت مِـنْ الـكِـسُـــوفْ

بَـحِـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

بَـحِـبِــكْ يَّــا مَـصْـــر

           

منحةُ الصبر

 منحةُ الصبر

بقلم  لمياء فرعون 

سوريا-دمشق 



يـا أجـمـلَ حب ٍفي عمـري 

يـاآخـر حرف ٍفي سـطري

يـا أغـلى خـلق ٍفي الـدنـيـا 

يــهـواه الـقـلـب ولا أدري 

يــا أول دمــع ٍ أســكـبــــه

كالـدرِّ يسيل على حِـجْري

يــاقـصـةَ حـب ٍقــد بــدأت

ما أبـقـتْ شـيئاً مـن سـرِّي

حـبٌ قـد زعــزع أركـانـي

وروى قـلبـي بشذا العـطـر 

قـد هـاجم روحي مـجـتاحاً

لحصون ٍكانت في صدري

وتـجـوَّل مــلـهـوفـاً يـعـدو

ويـدنـدن لحناً مـن شـعري 

يـاحـبـاً جــاء ولـم يُـخـبـر   

يــانـجـمـاً يسطـع كالـبـدر 

أربـيـعٌ غـضٌ يحـضـرني

وشباب في جسمي يسري

أمـــواجٌ تـعـلـو تـقـذفـنـي

لـبـحـار ٍتـرفـل بــالسحـر

وحـنـيـنُ القـلب فـيأخذني

لحـدائـقَ تـحـفـل بـالزهـر

يـا حـبـاً جــاء لـيسعـدَنـي 

يـمـحـو عـنِّي صدأ الدهـر

شـكراً لـلـه...عـلـى نـعــمٍ ٍ

جازاني الله عـلى صبـري

بـرفـيـق ٍيـحـمـل أعـبـائـي

ويكون شريـكي في أمـري

لـلَّـه الحـمـدُ عـلى مـنـحـي

نـجـمـاً لـيـُنـيرَ سما عمري

فــاللهُ كـريـمٌ....إن أعـطى 

وبصبري نلتُ على الـفـور



وطني

 وطني

/ عادل تمام الشيمى




وطَني..ليسَ هُنا..

.بلْ هُناكَ..

حيثُ ماتَ..الأَنا.. 

...... .

.عَشِقَتْ. الأرواحُ الرّفاتِ .

.وتجمّعتْ..

تحتَ أشجارِ الخلودِ.

مكتوبٌ..هُنا..

ليسَ..عَلَينا.

الْفَنَا...

.....وَطَنِي هُناكَ...لا هُنا.

......

.يَأتِيكَ الغُصنُ 

مُنحَنيًا..

.ذَليلًا بالثمارِ.

ويقولُ مبتسمًا.

هاااا ...اَنَا...

.وطَني هُناكَ لا..هُنا...

........

.قَصْرِي.. حيثُ

مُنتَهي...بَصري.وَسَرِيرِي..

يَطيرُ   بالأمرِ.

يفرحُ .مَطروبًا 

فوقَ أطرافِ

السّنَا..

وطني انا...

وطني..هُناكَ..

لا..هُنا.....

......

الحورُ تَحويني.

.الطْرفُ.منُكسِرُ 

والجمالُ الوانٌ.

والسّرورُ والمُنَيَ..

.وطني..هُناكَ 

لا هُنا...

.......

.تحتَ أشجارِ 

الخلودِ.

.الظلُ الممدودِ.

.والطّلحِ المنْضودِ.

والملائكَ.شهود

.والصْحبِ جلوسٌ.

لا بغضاءَ بَينَنَا.

.وطني..هُناكَ لا هُنا.. ..

.....

قصورٌ..تدور

.والماءُ..الخَرير 

.والدّرِ المنَثور..

.وكؤوسٍ.وطَهو وحياةٍ..وسُرور

.لا خوفَ من 

الضّنَا....

.وطني..هُناكَ

لا....هُنا..


جمال النجوم

جمال النجوم 

بقلم  د.انتظار القيسي 

عاشقة العراق 



نظرت للشجرة

جميلة جمالها 

كجمال النجوم 

تتلألأ في  الليل 

ليظهر ضوئها الحنون  

تحمل ثمارها على أغصانها 

 بكل ود وحنين 

وإذ  بالشتاء يغضب 

ويرسل رياحه ليهز الأشجار 

فيقطع ساقها 

وتتساقط الثمار

اااااه  وااااااه 

ما أقساك  أيها الشتاء 

تضامنت مع الرياح

  صخب وهواء 

وعتمة  كست السماء 

إلى متى هذا العناء 


ذكريات شتاء

بقلم/ سالي جابر

المطر والقهوة وصوت فيروز في الصباح، وقراءة الفنجان مع قطعة الشيكولاتة المحببة إلي القلب.

وقفت فى شرفتها تبلل يدها حين نزول المطر، تستشعر البرد، لا تخف من البرق، ثم أمسكت بفنجانها تستنشق عطر ما به، ورجعت بذاكرتها إلي سنين مضت، إلي أعوام كانت تحتضن قلبها، أما اليوم فهي تذكره مع ابتسامة ساحرة، وضحكة صافية تخرج من القلب.

المريلة البيج، وجدائل شعرها الاصفر المبلل بأمطار الصباح، لا تريد الاحتماء من المطر؛ بل يكفيها أن ترفع يدها وتغمض عيناها وتستنشق رائحة الشتاء.

ثم تأتي الشمس مع قليل من الأمطار لتترك في السماء قوس قزح بألوانه الرائعة، تحفظها جيدًّا في الذاكرة، تقف في الطابور ثم فجاءة تلتقي الغيوم وتهطل الأمطار مسرعين إلي الفصول، أما هي تفتح كشكول الذكريات لترسم ماحفظته في الذاكرة، وتكتب عليه تاريخ اليوم.

وعند العودة إلي المنزل تعاتبها والدتها: لما لا تستعملي الشمسية؟!

ألا تخافين المرض؟!

تبتسم بنظرة ساحرة، وتلقي قُبلة علي وجنتي أمها.

ثم تدخل غرفتها لترسم شمسيتها الملونة بألوان قوس قزح.

وتنام تحلم بهذا الجمال الساحر، وتقفز من سريرها لترسم أمطار وسحب وفنجان قهوة كما يفعل والدها، وتحتضن الكشكول وتضع رأسها علي الوسادة وتقول «ليت كل الأيام أمطار وسماء ملونة»«

واليوم تدخل غرفتها مسرعة تبحث عن كشكولها لتري أجمل ما خط قلمها، وما أحدثته ألوانها وتضحك علي تلك الجمال الهادئ وتقول « ليت الأيام أمطار وقهوة وفيروز ».



حين صدفة

 حين صدفة 

بقلم  أحمد الأكشر 



حين صدفة

جدار عازل بينكِ و بيني

تشير ساعة اليد

حان وقت الوأد..


السماء لم تشرق 

شمسها بعد 

الليلة الماضية 

مازلت تراودني عن الغد...


أنا رهين أقامة جبرية

في فكرة ملعونة

ألف سد 

و حصار يشطرني نصفين

أنا و العد 


أحصي كم مر عليَّ من جثث 

من قتلى

من سنابل مهاجرة من ارضي

و أسماك تطير في سماء التبعثر

كم قلت لا و لم أعد


هروب جماعي للرمال 

لم تبقى حفنة واحدة 

تحمل ظلي في 

أرض الأمل

أرض الغد..


أنا اتوق للسبورة و الطابشور

و رائحة الافطار الصباحي 

بين أطفال الحي..

نسرع في اتجاه طابور

 طويل للمدرسة

نتبعثر كحبات المطر ...


تقرع الأجراس

نفتح الكراس 

و نكتب 

و نكتب 

كان على القلاع حراس 

أميرة تحكم الأرض

و تساوي بين الناس 

ما هذا ؟

أما زال يراودني

الوسواس 


افتح عيني أين الكراس

ما زلت جالساً عند الحد 

الفاصل بين 

الوهم و بين العمر

بين جدائل شعرك

و خطوط الشيب 

على الخد 

يفتح العجب ثغره 

و يقول لي 

و أسفاه 


ما زلت أتحدث سراً 

أمام المرآة 

أصرخ و الصوت

يسكن وسادتي 

الصوت يتيم الصدى

ما زلت أعلم أن المرايا

لا تعكس الكلمات

و الصمت يعلو 

عند أنكسار الهامات


حين صدفة

أبدأ من جديد في عد الحصى

و الغفلة القافزة إلى وعي الدفتر

و أكتب 

أي شيء يسد رمق وجداني الجائع

اليوم يسير في اتجاه عكسي

و أنا وحدي أقف .

اسمع نبض الأرض يقول

السماء يوما ً ما ستسقط 

جدران العزلة 

ستسقط أحزان الشمس

ليعود الغد من رحم الأمس

سَـكَـــاكِــيـن الــفَــقْـــــر

سَـكَـــاكِــيـن الــفَــقْـــــر 

الأديب  سالم ابو العلا محمد 



كَــان نِـفْـسِـنــا نِّـعِـيــش 

زَىْ كَـلْ الـنــاس مَـسْـتُـــوريـن 

بِـنِـحْـلَـم كِـتِـيـــر مَـكَــان يِّـئـــوِ يـنَــا

مِـن حّـــرْ الـصـيـف والـــزمْـهـــريـــر 

لَّـكِــنْ الـفَـقْـــر مُـشْ عــاوز يِّـسِـيـبـنَــا

غَـصْـب عَـنِّـنَــا نِـعِـيـش 

وِّنِـــرضَى بِـنَـصِـيـبْـنَــا

حَــتَّى الـــدُنْـيَّــا 

قَـفَـلِّـتْ فى وشِّـنَــا كُـل أبــوابْـهَــا

شِـــرِبْـنَــا كِـتِـيـــر مُـــرَّهَــا وعَـــذابْـهَــا

مَـحْـــرومِـيـن مِـنْ كُـل حِـلْـــو فِـيـهَــا 

مَــرْمَـغِــة وشُـــوشْـنَــا فى تُـــرابْـهَــا

سَـكــاكِـيـنْ الـفَـقْـــر 

مَـغْـــروسَــه فى قَـلْـبِـنَــا

جُـــوعْ ومَـهَــانَــه وحِـــرمَــان

عَــايْـشِـيـن فـيــه عُـمْـــرِنَــا

ولاد الـعِّـــز يِّـسْـخَـــروا مِـنِـنَــا

واحْـنَــا بِـنْـلَّـمْـلِّـمْ  

مِـنْ الـشَّـــوارع أكْـلِـنَــا

نَــاس عَــايْـشَــه فى نـعِـيـمْ

وفى الـشَّـــوارِع نُـــومْـنَــا وفَـــرْشِـنَــا

مَـحْـــرُومِـيـن حَـتى مِـنْ الـبَـسْـمَــه

نِـبْـكَـى كِـتِـيـــر كِـتِـيـــر ولا 

حَّـــدْ يِّـمْـسَـحْ دمْـعِـنَــا

حَـتى كِـلاب الـبَـشَـــر مَـسْـمُـــوح 

لِـهَــا يِّـنْـهَـشُـــو لَـحْـمِـنَــا

صَــابْــرِيـن عَـلى الـفَـقْــر سِـنِـيـن

والـفَـقْـــر هَّــــدْ جِـسْـمِـنــا 

بِـنْـقُـــول يَّــارَبْ رحْـمِـتَــكْ بِـيـنَــا

تِـــرزُقْـنَــا وتُـسْـتُـــر عَـــرضِـنــا

          

السلام عليكم

 السلام عليكم

كتب : عبد الناصر سيد علي



ما أجمـلَ السلامِ ، وما أعظمَـه؟!

ولا زال السلامُ مـن أعلـى القيـمِ الإنسانية التي يسعى الإنسانُ دوماً لتحقيقها

والحصول عليها، فبه تسودُ المحبة،وينتشر الأمن والأمان ، وتدوم الحياة وتحلـو  ، به تنعـم الشعوب وتستقر وتبني عروشها ، وتشيد قلاعها ، وتنعش اقتصادها ، وتقيم حضارتها ، وتسعد أبناءها، فالسلام هو دين الإنسان مع الطبيعة، وفيه راحة البال

وصفاء القلوب، فهو المفتاح الحقيقي لفتح القلوب المغلقة وكسبها ، وكفى أنه اسمٌ من أسماء الله الحسنى .

السلامُ سَلَّـةٌ من الخيرات يتخيَّرُ الإنسانُ منها أنَّى شاء فالسلام يتحقق بــ :

١- سلامٌ بالنية :

وهو الذي ينبع من داخل النفس البشرية ( الصلح مع الذات ) فلابد أن يكون الإنسان متصالحاً مع نفسه، وأن تكون نيته تحمل السلام للجميع، ولا تُعقَدُ نيتَه على إيذاء أحدٍ ، والتنكيل به، والحفر والكيد له ليل نهار ، والتخطيط لدحره ، وتمني زوال النعمة من عنده، وكُره الخير لبيته، ونزع البركة في ولده وأهله، ولا يحمل حقداً لأحد .

فقد ورد أن النبي" صلى الله عليه وسلم" كان جالساً مع أصحابه يوماً بالمسجد وإذا به يقول : سيدخل عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة ، كررها النبي" صلى الله عليه وسلم" ثلاث مرات في ثلاثة أيام متتالية ويدخل نفس الرجل، وهنا يأتي مدى الحرص الشديد من الصحابة لنيل مثل هذه المنزلة ، فاختزن ذلك في نفسه سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب ولما راح الرجل نزل عليه في منزله ضيفاً ليرى ماذا يصنع الرجل لينال هذه المنزلة العظيمة ومكث معه بالبيت ، وكان من عادة العرب قديما ألَّا يسألوا ضيفاً حلَّ بهم  لماذا قدم إليهم إلا بعد ثلاث ليالي ، وكان قد قال له لقد تلاحيتُ مع أبي ، فتابع الرجلَ خلال هذه المدة فرآه يصلي الصلاة ولا يزد ، ثم يقم من ليله لأداء صلاة الفجر ولم يزد، ونظر لأعماله التعبدية وقد انتقصها واستقللها ، فقال له : ياأخي إن رسول الله " صلى الله عليه وسلم" ذكرك أنك من أهل الجنة ثلاثة أيام متتالية ، وأرى أنك لم تزد ، وظننت انك كذا وكذا وكذا من الأعمال التعبدية فلم أجد فما السر ؟

قال له : يا أخي لا شيئ سوى أنني أبات ليلي ولا أحملُ في قلبي حقداً لأحد ، فكان سبباً في تبشير النبي " صلى الله عليه

وسلم " له بالجنة،هذا هو التعايش النفسي مع السلام والنقاء الداخلي .

٢- السلام بالعين :

أن ترمق أحداً بعينيك تحيـةً وتشعره باهتمامك ، وسعادتك بطلعته ورؤيته ، فهذا من أعظم وسائل مد جسور المودة والمحبة بينكما،فاحرص على توزيع نظرك على من تحب ، واجعل من عينيك مجال ترحيب وحسن استقبال له .

٣- السلام بالبسمة : 

تبسمك في وجه أخيك صدقة ، فما أجمل من أن تلقى الناس بوجه بشوشٍ مبتسمٍ فتزيل الوحشة من نفوسهم وقلوبهم، وتزرع الألفة والمودة وقد وجهنا نبينا " صلى الله عليه وسلم" لذلك قائلاً : 

( البـرُّ أمرٌ هينٌ : وجهٌ طليقٌ وكلامٌ لينٌ ) ، فبشاشة الوجه ، ولين الكلام جعله النبي " صلى الله عليه وسلم" من أعظم البر .

٤- السلام بالرأس : 

مجرد هزة رأسك ، تجبر خاطراً ، وتلين قلباً، وتسعد روحاً، فهي توحي بالرضا وكمال المودة، ويستقبلها الناس بالقبول والغبطة، اِحتوِ الناس بسرورك لقدومهم إليك، والحوار بين يديك.

٥-السلام باللسان : 

إلقاء السلام في حد ذاته يذيب جبال الحقد من النفوس ، فتلقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف فهو يدل على صفاء القلوب ونقائها ، وهو تحية أهل الجنة ، ويكون السلام باللسان بلفظة " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ولكل كلمة من كلمات هذه الجملة دلالاتها في سكون النفس ، ونيل الخيرات من رب البريات، وكل لفظة تؤدي معني إفشاء السلام تعد سلاماً، أليست صباح الخير ومساء الخير من السلام ؟ أليست لفظة كيف حالك وشبيهاتها من السلام ؟

٦- السلام بالسؤال : 

لاشك أنك بسؤالك عن الناس والأصدقاء والجيران يدعم السلام داخل النفوس، ويعزز أواصر التراحم والترابط .

٧- السلام بمداعبة الولد :

بمجرد مداعبتك لولد جارك أو من تعرف وتقابل فقط يعد بمثابة أكسجين العلاقة بينكما فقد ينسى كل همومه عند أول ترحيب بولده الصغير ومداعبته.

..

إذاً السلامُ كلُـه منطوقه من الوجه وقسماتِـه ، واللفظِ ودلالاتِـه ، اِستقبِـلْ الناسَ بالبِشْرِ والترحاب ، تُـزِلْ الوحشةَ وتجبـر الخاطر ، كُـنْ ليناً تألَـفْ وتُـؤلـفْ ، بشوشاً تقبَـل وتُقبَـل ، فالبسمةُ بريـدُ القلوب ،  اِرسمها على وجهِـك ، استقبل بها غيرك ، تعش سعيداً طوال يومِـك .



إنفق

 إنفق

الشاعر رشاد على محمود 



إنفق أموالك يا هذا فى

                      حضرة مولانا الترفيه


واذبح كل نعاجك 

                      واجعلها قربانًا لسفيه


واترك أمر الإسلام

                      والحق ركب التشويه


واقتل إنسانيتنا بدم بارد

                      قد تُصبح للظلم فقيه


أنا لست بقيم أو واعظ

                     بل ياسادة لزم التنويه


واقتل أحلام الفقراء

                          واترك كل البؤساء


فلتهلكنا شلالات الجور

                          أو فلتغرقنا الأنواء


فسنعلن أن الإنسانية

                 عند الأعرب من الشهداء


ما بال الأعراب وكأن

                 الإرث ضغينة بل وعداء!!


أعلنت التوبة منذ الميلاد

                  ومن رجس الأفعال براء

أمسيات الحسن

 أمسيات الحسن                    

                           ( من أكون )

         الشاعر : حسن حلمى 



يتحاورن يتسألون يتهامسون

               من أكون

عاشقآ انا

          حد الجنون

                     حد الهوى منى

                        فمن أكون

تائهآ بين

        جفن العيون

                     شوقى الحنون

                        حتى اكون

ساكآ ضلعه

            بالسكون

                        وقت الغيوم

                          فلا اكون

اهآ واه اه

          من العيون

                        سحر الجفون

                          بدر البدور

محبوبتي انا

           من تكون

                     دليلتي

                           قمرآ  ينير

                             أمسيتي

مثل النسيم

                 مداعبه

                        خدى الجميل

                             بلطفها

ومثلها ابدآ

              لن يكون

                         كطفلتي

يا ويلتي

            اهآ

               يا ويلتي

زاد شوقي

              بلوعتي

                       فمن اكون

حبيبها انا

          حد الجنون

                      حد الفتون

                       حد الهوى

فلا تلوم

             

يا دُنيا

 يا دُنيا

بقلم  محمد ابو شادى 



يادُنيا ومين عاش فيكى الهنا 

وشاف النوم 


الظهر منا إنحنى

والحزن ماسبنا ف يوم


العقل طفش هج 

والقلب نصين مقسوم


عشنا سنين اقواى 

وفكرنا القوه تدوم


جباره ماليك صاحب 

ولاحبيب معلوم


قسيتى على اللى فرح 

ونسيتى اللى كان مظلوم


بالله كفايا جفا 

وكفايا سرقتى النوم


شُفنا معاكى العجب 

وعجبى على المقسوم 


رِجال عِجاف الحال 

ف القوه يهدو جبال 


وصبايا زين الحلى 

ماقدرنا فى مياكى نعوم 


بحرك شديد الجفا 

وجوك سيف مسموم


جباره ماليكى صاحب

ولا حبيب معلوم  



أملا وسط الخذلان

 أملا وسط الخذلان

الشاعر  فهمى محمود حجازى




أعلم أن القلب النابض بالحب

سيأتي يوم يتوقف فيه الدم عن السريان

ولكني أحاول أن أحيا وسط العثرات كإنسان

يتألم دوما قلبي من كثرة نبضه

ويلاقي دوما خذلان

ينكسر شراع الأنفاس فى بحر الشوق النابض بالإحساس

لكن سفينة قلبي  تهوى السريان

فى وسط الموج المتلاطم يتسارع قلبي ليلتقت الأنفاس وسط الغثيان

ويقاوم موته بصعوبة خوفا على غرق الربان

يتحطم قلبي مرات ويتحير مني الربان

هل يهوى قلبي التحطيم أم يخشى 

على حب سكن الوجدان

ويخاف توقف دم يحمل حبا يحضنه الشريان

ياقلوب عشقت من قبلي هل وصلت سفن الشطآن

هل رسيت بعد عواصف جمة لبر آمان

هل شربت كل قلوب تعبت من بحر حنان

أم وصلت تتحسر  تشكوا الخذلان

ياقلبي النابض شوقا قد حمل قلب الإنسان

لاتبكِ دوما لا تحزن  لا تطفأ أملا قد يأتي ليعوض كل الحرمان


أحلام ضائعة

 أحلام ضائعه  

بقلم  صبرى رسلان 



ورجعت لقسوه ناس عايشه كانوا هما ضياعي 

وعيون نظراتها بتتشفى

بتزيد أوجاعي  ..

أحلامي وتاهت ما لقيتها هجرت أيامي

أيه ذنب الماس 

لا عرف قيمته

من تحت ترابه

وديابه بتنهش في ضحيه باترين أوصاله

عماله تعافر في الدنيا 

مسلوبه الروح

ليل صمت لا حسينا أيه بيها مليانه جروح ..

مغصوبه  تعيش 

كده عالهامش 

ما الطير مدبوح  ..

وعيون بتداري 

في دمعيتها 

مسجونه فى خوف 

جواها بتدفن أوجاعها 

ورا ليل سواح ..

والضحكه بتدبل ألوانها

ما شرفها إتباح ..

لحظات وهتقطع أشواكه صابه سهم الموت  .. 

لا هي عارفه بتضحك ولا تبكي إزاي ده يموت

ده دفني بالحيا مغصوبه

١٠٠ مره بموت .. 

ودموعها أخيرا حساها 

على خدها  نار .. 

والصمت وكاسر فى قيوده وصراخها مرار

يا ترا هتعيش كده عالهامش وتلف الدور

ولا هتلاقي قلوب رحيمه

وتعيش في النور

دمعُ المحَــــــــــــابرْ

 دمعُ المحَــــــــــــابرْ 

بقلم  سلطان الوجيه 

اليمن 



      أ تسمعينَ دَغٍدغةَ كُحلكِ لحرفي؟

                  فيبدأُ بالصّهيلِ

          مِنٍٍ صُروفِ الّليالِي الغَوَادِرْ


                فلتُطْمَرُ كلّ الجُسورِ

                لأطبعَ على جبينكِ

                 ألفَ... ألفَ مَجرَّةٍ

                   مٍنْ ثغرِ حرفي

             وأغْرقُ في صَهْباءِ ثغرِكْ

         وأسْقي عينيكِ من جُروحِي

                من نزيفِ شُؤوني

                    من شُجُوني

            مِنْ عويلِ هتكِ الخَوادِرْ


          امٍنحِيني الدّفْءَ من حنانِكِ

             لأتنفّسَ من عُشبِ حُبّكْ

             أشتمُّ فِيكِ عَبَقَ البَيَادِرْ

         امنَحِيني حَرفاً منْ نُصوصِكْ

         أُهِيلُ عليكِ نهراً من صُكوكِي

        وأملأنَّ مِنْ جَمالكِ كلَّ الدّفاتِرْ


                أنتِ نصٌّ سماويٌّ

        يذُوبُ منْ عَلى حرفِه الشّكولُ

           وأنا بقراءتِه طفلُ التّهجِّي

                أحبُو بين جَفنَيكِ

             لِيحْبُوني فَيضَ حُبُّكْ

                وما بيني وبينكِ 

                 مسافاتٌ طوالْ 

                عُمرُ جِيلٍ وجِيل

            ضاقتْ بعينيهِ المحاجرْ


         أمَامي شارعٌ طويلٌ...طويلْ

                   يغمرْهُ الزّحَام

       وفِيه تظلُّ وُجهتِي خارجَ المَكان

                 من أين السّبيلْ؟

                 كيفَ آتي إليكِ؟

       قدْ حفّتْ عن حُرُوفي الحَوافِرْ          


              أحمِلُ هموماً بلا رقمٍ!

           وعَلى كفّي أحْملُ قِندِيلا

                 أفتّشُ هنا وهناك

               لَعلّ ثُقباً مِنْ سَمائي

           قدْ يكونُ لِي عون وناصرْ

               ومنهُ إليكِ  أمُدُّ يدي 

                بحُزْمةٍ من هدِيلْ

                 حتّى أصِلُ إليكِ

              وأمتدُّ على راحتيكِ

           ورمَلي على رمَالكِ أهيل

             فأنا منكِ وإليكِ صَائرْ


            بلادي العظيمةِ يمنات!

           يا بلادَ المُهجّرِ والمُهاجِر

            متى تَضعِينَ على يدكِ

                 ساعةَ القيامة؟

            وتحُطّين عنّي الرّحالَ

           وتُلقين بعصاةِ المحاربْ

             متى أحِسُّ بشمسكِ

     تَدِسُّ في جيُوبي فَيضَ الخواطِرْ؟

         متى تُنجِبِينَ خُضرَ الحُقولِ

           ولِلحُلمِ تُوقدِينَ البَشائرْ؟


            إنّ الخُوارَ الذي قبضْتِه 

                  من آثارِ القومِ!

               حتّى يعودُ موسى

                  لم يعدْ يُجدِي

            فلمْ نسمعُ للبابِِ طارقْ

                 ظلّ عن الطريقْ

          وسماؤُهم  تُجْهِضُ سماءنا!

                   كلّما لاح بارق

             لم تعُد تُرويك الدّماء

                ولا دمعَ المَحابِر!


                     إنّنِي اليومُ

             أتيتُكِ من رحِمِ القلبِِ

             غريباً مِنْ فِعلِ الغُربَاء

                       مهرولاً 

               محصوراً في مضيق

                وجوادُكِ منّي نافرْ

                   إلى مَتى أظلُّ

               منكِ وإليكِ مُهاجِر؟


       تقذِفُني الكلماتُ على سُطُوري

                  شظايا بلا نارٍ

            مُكبّلاً  بأغلالِ ارتباكي

           تاريخُكِ تارةً يبدو كلعبةٍ

          لطفلٍ تَنزِفُ عَينياهُ التّبَكّي

             وشُؤونُكِ بدتْ غريبة 

          أطبقتْ عليها عيونُ همجيّهْ 

           تضعُ عليها من القار قبّعةً 

            عليها ريشةٌ تكرهُ النّهار

           وتمنعُ حُلُولهُ على الجُوَارْ


     يا معبدَ الشّموس...ورَحِمَ الأقمارِ!

                 يا عرشُ السّماء!

           هل قَدَري سيُعدُ لي قِدْرِي

          كيفَ لِي أن أتوسّدَ زندي؟

       كيف لي أنْ أوقدَ نارَ مدْفأتي؟

         كيف لي أن أشعِلَ أحْلاِمي 

                    دُونَمَا قيادٍ

          وبعيداً عن اقتيادِ العساكرْ


            هُراءٌ أجوفٌ نبحُ كلابِكْ

               فلا تُوجسي خيفهْ

                إنّ لرادّون ركابكْ

              فلابِسي قبّعةَ القَــارِ

       قايضُوكِ الدّماءَ بلونِ المشاقرِ

      تعاوَرُوا ـ بازدراءٍ ـ تمزيقَ ثيابكِ

                قدْ بدَتْ سوءتُهُم

          وطَفِقُوا يسدُّون عن السّماءِ

                    كلّ المعابرْ

          وجِرَاؤُهُم على أبوابهم زُلْفَى

            وعلينا شُكاةُ الأظافِرْ


                 أتى عليكِ الدّهرُ!

                 فلْتَنْهِضِي يمناتُ 

                 كَمدٍّ من الطّوفانِ

                كَبُركَانٍ من الغَلَيانِ

           ولْتجْعلِيهِمْ بقِطْعٍ من لَيلٍ

                قَطِيْعاً بين يديكِ

            وتُمرّْغِي أنفَ كُلِّ مَك

نفحات الجمعة

 نفحات الجمعة

بقلم/ عادل تمام الشيمي




يارب

.أمست أعمالنا سوداء...

.وقلوبنا جوفاء.. ..وضاقت بنا الأرض. 

فافتح لنا أبواب السماء...

يارب..

.لا تسلط علينا 

جبارا يقتلنا.

.ولا سلطانا يقهرنا.

.ولا كافرا 

يرهقنا 

.ولا شيطانا 

يهزمنا.

.ولا نفوسا تخذلنا 

.يارب.

.انقطعت الأسباب الا

سببك.

.واقفلت الابواب 

الا بابك 

.واظلمت الأرض الا 

من نورك..

يارب...

.الكون كله من 

آثار قدرتك.

والأرض جميعها من 

فيض رحمتك.

.والمخلوقات 

من بدائع صنعتك..

.فاجعلنا ممن 

نشرت عليهم 

رحماتك..والطافك.وعنايتك.

ورعايتك يامن 

بيدك ملكوت 

كل شيء..

ولا يعجزك 

شيء.ولا يخفي عنك شيء..

..والحمد لله .على نعمة 

وجود الله..

.

أَبْشِرِي

  أَبْشِرِي 

  بقلم  محمد وهبي الشناوى 




أَبْشِرِي ..

إِنَّنِي عَلىٰ الْعَهْدْ

مَهْما غَالَبَني الْغِيابْ


إِعْلَمِي ..

أنَّكِ دَوا الْقَلْبْ

مَهْما صارَعَني السَّرابْ


أَبْشِرِي ..

إِنَّنِي عَلىٰ الدَّرْبْ

أمْشِي ناصِيَتِي السَّحابْ


إِعْلَمِي ..

أنَّكِ رُبا الْعِشْقْ

مَهْما عَانَقَنِي الْعَذابْ


حُبُّكِ وَحُبِّي

هُوَ الْخُلْدْ ..

أعْطانا إِيَّاهُ رَبٌّ وَهَّابْ


قَلْبُّكِ وَقَلْبِي

نَدَىٰ الْحُبْ ..

نَلْقاهُ يَغْشانا وَدْقاً وَرِضابْ


عِزُّكِ وَعِزِّي

رُبَـا الْعَدْنْ ..

نَرْقَـاها يَنْسانا بَيْناً وَعَذابْ


أَبْشِرِي بِرَوْضٍ

مِنَ اللَّهِ رَيَّانا

يَحْدُونا فَـوْزاً وَثَـوابْ



عشقت عشقك

 عشقت عشقك

بقلم  عبدالسلام سعود 



كيف الرد على. جمالك

                 يوما بعد يوم يطيب

هل لنا فى.. دنيانا غير

                مناجاة حبيب لحبيب

وهل البستان يطرح وردا

               بغير مايرويه...النحيب

وتثمر أرضنا .....عشقا

                ليت لنا. بالثمر نصيب

الحب دوما به......نحيا

               ومن غير الحب.نشيب

ياسحرا  ملأتيه .رونقا

         من عشق عينيك. لا يخيب

ومن رأى.. جمال خدك

           أرى بحياته.سعدا لايغيب

ومن ذاق شهدالرضاب

           مااحتاج يوما.أبدا طبيب

فاتنة الحسن.رحمة بنا

             كيف العاشق لك...يتوب

كيف عن سحرك .يبعد

             ماتهنأ حياته.. ولا تطيب

عشقت عشقك....صبيا

           وما زال يعشقك المشيب

بستاني ماطرح...فرحا

            ولا ثمر له...أبدا.....رطيب

دوحي كان دوما ظليلا

           نضب معيني...بات غريب

ما أحملك..غاليتى ذنبا

           ولكنه. شوق ......الحبيب

عشت سعدا كما أتمنى

            ودام سحر عطرك.رحيب

الإرشاد المهني

  الإرشاد المهني                                        

بقلم  حسام القاضي 



 ( الإبداع ) عُنوانٌ عريض مفتاحه الإرادة التي يُغذيها الحافز، وأكبرُ حافزٍ للوصول إلى الإبداع هو حُب الإنجاز والعطاء، لذلك تُبدعُ الأم التي تُحبُّ ابنها أثاءٓ إطعامه،  فتارةً تُلاطفُهُ وتارةً تُمازحة وتارةً تُلاعبُهُ وتتحايل عليه، مع أنها لم تستفد من الطعام شيئاً لنفسها لكنها أبدعت في إدخال السرور لولدها، ويا لحظهِ السعيد المولود الذي يهبه القدر أمّٓاً تُحبُّهُ، حتما أنه سيتقلّٓبُ في السّٓعادةِ ويرتشفها بأنفاسه.


أمّٓا الوليدُ المتعوس فليتٓ القدرٓ يُسعِفٓهُ ليتسرقٓ ضحكةً جانبيةً أخطأت أمُّهً في إبدائها فلمّٓا استفاقت على نفسها أرتهُ منها العين الحمراء ( شمطٌ ولطمٌ وركلٌ وبصقٌ وسبٌّ وعتابٌ ولعنٌ وشعتلةً ورفعٌ وتخفيضٌ ) والله يعينه بس . 


 هكذا هي لعناتّ الحياةِ لمّٓا يخلوا العطاءٓ فيها من الإبداع، فترى كّلٌّ يلعنُ مهنتٓهُ ويتمنى لو لم يمتهنها، عزيزي استفق رجاءاً فلستٓ المتضرر الوحيد من سخطك هذا، تموجُ بنا كما السائقُ الآسفُ على مقامهِ المهدور يموجُ بالحافلةِ ويُرعبُ الركابٓ ويُؤذي مشاعرهم ويتجاهلُ إراداتهم ويحملهم على أن يلعنوا الرحلةٓ وساعتها ويندموا على اللحظة التي قرروا فيها امتطاء هذا الرّٓكوب .       


   نُعاني والله في شتى ميادين الحياةِ من لعناتِ حظوظِ هؤلاء المشئومة علينا، فلا المريضُ يرى ابتسامةٓ الطبيب، ولا التلاميذُ يسعدونٓ بدفئ حنانِ مُعلميهم، لا الأزواجُ هنيئونٓ ولا العُزاب فرحون، بضاعةُ الأغلبِ أصبحت الأداء وغاب عن سماءنا حسُّ الإبداع، ولا أدري إن كانٓ ( للإرشاد المهني ) دورٌ في هذا الواقع البائس، فقبلٓ الحديثِ عن دورِ الإرشاد ِ المأمولِ في التوجيه السليم عن التخصصات، لا بُدّٓ من التأكدِ من استقلاليةِ الدّٓارسونٓ فيما يختارون، وتحييدِ رغباتِ الأهالي وتصوراتهم وإملاءاتهم فيما يتعارضُ مع ما يرغبون


. ولا بُدّٓ أيضاً من زحزحة مسألةِ التقاديرِ والعلاماتِ التي تلعبُ دوراً بارزاً في تحجيم التطلعات وخنق الإرادات عند اختيارِ التخصصات.


ولما تتهيأ كلُّ هذهِ ( لمّٓا تتهيأ ) يأتي دورُ الإرشاد في توضيح مزايا الاختيار وقصقصةِ الأخطاءِ وتهذيبِ الأفكار ِ بُغيةٓ تحقيقِ بدايةِ الخطوات نحو واقعٍ زاخرٍ بالتخصصيةِ والإبداع .                          

   

 ( فاللومُ أبداً لا يُطعمُ خبزا ) وندْبُ الوقائع هو ديدنِ المُسقطونٓ والعاجزون، وأن تُوقد شُعله خير من أن تلعنٓ من أطفأها، وعيبٌ على الكبارِ أن يٓعجزونٓ عن ترجمةِ إراداتهم - ولو بعد حين  -، في حين يسعى الطفلُ إلى التخلُّصِ من مُعضلةِ الحٓبو ببدابةِ المسيرِ والمشي ..


( لا تتبعثر في الحجارة بل اصنع منها سُلما للوصول )


 كُنتُ أندمجُ كثيرآ برؤيةِ تمثيلِ الطبيب يحيى الفخراني الذي أبدعٓ في تجسيدِ أدوارهِ كما أبدعٓ في طبطبة جروح المريض وآلامه. وليتٓ الأطباءٓ والمعلمون والمهندسون والتجارِ وغيرهم يٓهبُون ( لضيقِ صدورهم ولعنةٓ ألسنتهم ) إجازه مفتوحه، ويتفرغون لرسمِ إتقانهم بأبهى صور الصنيع الحسن .        


  وأرى عليّٓ لزاما - ومِنْ باب الإبداع - شُكر سعادة الأستاذ الدكتور ( أحمد عربيات ) الذي وجهني لكتابةِ هذه السطور، لحرقته على الواقع المرير الذي فيه نرتع، فلو وهبنا الدنيا وما فيها لمن لا يُريدُ الإتقان لما أتقن، ولطالما أفرزت لنا المشاهدات ألوانا من الإبداعِ والإبتكار والإنجاز  ( ومنٓ العدم ) .   


    

مُلهَمتي

 مُلهَمتي

 الكاتب  أحمد عزيز الدين أحمد                       



إذَا كَانَ مِنْ حَقِّ أَحَدِ أَنْ يَصِفُك بِالْجُنُون ، فَذَاك الْعُمْر التي لَم تبلغي مِنْهُ إلَّا بَضْعَةٌ شُهُور ، و عَصَافِير الحَدِيقَة الْوَرْقَاء التي لَمْ تَعْرِفْ طَرِيق نافذتك يَوْمًا ، و ابْنَتَك التي تَجَاوَزَت الاثني عَشَر ، رَبِيعًا و أنتى في قَعْر الْمَهْد تناغين ، يَا طِفْلِه الْمِئَة ، و ابْنِه الْعِشْرِين ، كَيْف لَك رِعَايَة زَوْجٍ قَدْ أَشْعَل شَمْعِه السِّتِّين أننى اناجيكِ في ومضات اللَّيْلِ الْبَهِيمِ ، فعبثك هَذَا قَدْ أَشْعَل الْقَلْب الْحَزِين ، ببريق الْجُنُون الدَّفِين ، بَيْن ظُلُمَات إشْرَاقُه الشَّمْس في صَبَاح الحالمين ، فَهَل تأتين بَيْن دفتي حَنَايَا السِّنِين ، عَلَى ذَاتِ إِشْراع فَوْق وَهَج الْمَوْج ، السَّائِلُ مِنْ قَطَرَات الْحُزْن لماضي السِّنِين ، عشقتكِ أنات ، و بِسِمَات أحزاناً ، و يَقِين ، هَا أَنَا أَكْتبُ إِلَيْكَ رسائلي بِحِبْر العَاشِقَيْن ، لَعَلَّك يَوْمًا تقرئين رسائلي ، بَعْدَ بُلُوغِك سُئل أفراحاً بَيْن أوردتي ، فَأَنَا انْتَظَر 

وَهَج الْحُنَيْن . . . ملهمتي فَتَاة في السِّتِّين . 



أنامل العذارى

 أنامل العذارى 

بقلم  محمد الباشا 

العراق 



تجاذبات خفية راحت تتصاعد ببطء حالم

حيرني صداها

فراشتي تتراقص على غصن ريحان بالق 

تهت بنواياها

ترميني بكلمات عذبة تحيلني لرماد متطاير

قتلتني بمقلتاها

تبعث بعبيرها عبر مسافات الحنين بنسمات

تحمل شذاها

ملاك صغير بنكهة شرقية زارت حنايا الروح 

سبحان من سواها

نشوى خطاها لوعة تنتاب أشواق متيم صار تائهاً بمسماها

أطراف أنامل العذارى تركت لوعة تصارعني

فأمسيت من قتلاها

تضوع عطرها سلب مني وقاري والشيب أشتعل من صباها

سكون حالك هسيسه عذاب ينتاب قلبي فأين 

أنا من ثراها 

صخب رياح النوى هجمت بلا رحمة على 

عيوني فأعماها

معاول السنون ضربت أرصفة انتظاري وقد 

كنت أخشاها

رصاصة الهجر أطلقتها غير مبالية تركت وشماً ولن انساها

حصن مهجور أمسيت وبقايا خرائب الرحيل 

أعيش لذكراها



دورك

  دورك 

بقلم  حنين خالد 



كنت اشتكي ثم أدركت أن الشكوي لم تكن حلا للمشكلة التي وقعت بالفعل ، كنت أكره نفسي ثم ادركت أنه لا يوجد من يفهمني غيرها ، و لن يبقى لي غيرها في هذه الحياة ، كنت أريد الشهرة فقط ثم ادركت أن هدفي لم يكن الشهرة عندما تعثرت ، و أدركت أن هدفي الأساسي أن أثبت لنفسي أولاً أنني حية ، كنت افكر في الماضي الأليم ثم ادركت أن لحظات الحاضر تضيع ، كنت أقول أنني ميتة ، حتى أدركت انني اتنفس ، ضيعت الكثير من عمري ثم أدركت أنه يجب على أن أقف الآن ؛ حتى لا تضيع تضحية السنوات الفائتة ، لا يهم من سأكون ، المهم انني أحاول أن أكون ، لا يهمني الإنتصار علي الحياة بقدر ما يعنيني الإنتصار على نفسي ، و تهذيبها ، لأنني عندما اسيطر عليها ، سأعلم كيف أحيا من جديد ، دعنا نقول أنها ليست نهاية هذا النص بل بداية نص جديد ستكتبه بشروطك على جدران الحياة ، و تخبرها أنها ليست النهاية لأنه دورك "



المداد المسكوب 3

 المداد المسكوب 3

بقلم  د.عمر المختار الجندى 



عجز قلمي عن صوغ المعاني

فى غربة عظُمْ فيها البلاءُ

سافرت هاجرت الأماكن والديارُ

فهل تعود النوارس يوماً للشطآنُ

ويتحقق الحلم وترجع اسراب الحمام

عودي ياشمس الحقيقة عودي

طال الغروب وأتعبني الشجونُ

عجز اللسان عن الكلام  سالَ 

على ورقي المداد

الشوق فى قلبي لهيب ونار

يحرقني يمزقني أشلاء

آه يادنيا الشقاء فى غربتي عظُمَ البلاء

ياغربتي لاتتجملي ليس الجمال

جمال الوجه 

إنما الجمال مايشعُ سناهُ فى الأعماق

يانبض قلبي أنظم الأشعار لحناً

على بحر القوافي والأبيات

قلمي لاتطيل الصمت واكتب

حبيبة قلبي تعشق الإطراء

وإن كتبت الشعر دوماً فى وصفها

لم أصل فى مدحها حد الكمال

طلعتها كالنور يمحو غيمة الظلمات

هى رفيقه غربتي هى السكينه والأمان

رفيقة دربي لكِ مني الف قُبلةً

على جبينك القمري

يامهد قلبي وعش حلمي ياشط الغرام


رواية "راقصة الفلامينكو "

 راقصة الفلامينكو

الجزء الرابع

كتب  عبده داوود 



 بعدما قابلت ديانا الوفد الفرنسي في سلمنكا، سافرت هي وفرقتها إلى إيطاليا...قدمت الفرقة عروضاً في روما ونابولي، وفينيسيا ونجحت الفرقة في اشعال حماس الحضور، بدليل  التصفيق الحاد بين الفقرة، والفقرة...

كل الأمور كانت طبيعية عدا حالة ديانا التي كانت ترقص وتعاتب ذاتها كيف تركت حبيبها نائما في الفندق بعد ليلة حب حارة، وانسحبت مشياً على رؤوس أصابع قدميها، منسحبة من الغرفة، دون أن تترك له عنوانها أو حتى رقم هاتفها، كل ما كتبته كلمة واحدة احبك.

آنذاك في الثمانينيات لم يكن الهاتف الجوال منتشرا بعد في اسبانيا، وحتى هي لم تترك له رقم هاتفها الأرضي لأنها غالبا لا تتواجد في مكتبها، لا هي ولا فرقتها...

انهت الفرقة حفلاتها في ايطاليا، وانتقلت إلى فرنسا، وبعدها على الأغلب ستوقع عقودا جديدة مع لندن، كما هي متفقة مع الإنكليز، الذين تواعدوا معها على اللقاء في باريس عاصمة النور كما يسمونها... 

في فرنسا، رقصت الفرقة على أعظم مسرح في باريس، وأدت أدوارها بنجاح حسب البرنامج المقرر، وكان التصفيق لا يتوقف، بين المقطع والمقطع... والجمهور يطلب المزيد. ويصيح (أنكور، أنكور) بمعنى أيضا، أيضا، في ذلك العرض لبت ديانا طلب الحضور وأخذت ترقص بمفردها بناء على رغبتها، وكانت تقول بذاتها، هذه الرقصة هدية إلى حبيبي مسعد...وأرادت أن تكون تلك الهدية قمة في الجمال، 

وفعلاً، اندهش الحضور من روعة الرقص، وحتى فرقة ماريا بالذات اندهشت من هذا الأداء الجديد، أداء لم يرونه سابقا... كان مزيجاً من الرقص التعبيري الأوبرا، والفلامينكو الإسباني، والرقص العربي الأصيل، تعبت وهي ترقص وأخذ العرق يتصبب من جبينها وجسدها، وكانت تزداد حماسة تحت التصفيق الحاد، الذي أبهر الجميع...

كانت ترقص وتحاكي ذاتها يا ليت حبيبي هنا ويشاهدني لأنني ارقص له وحده...دائما تعاتب ذاتها كيف تركت حبيبها الذي عشقته حتى الثمالة، وركبت سيارتها تحت جنح الظلام، وسارعت لملاقاة الوفد الفرنسي في سلمنكا. ذاك الوفد الذي كتبت معهم العقد، وبموجبه ترقص الآن على مسرحهم.

كانت تقفز في الهواء برشاقة الفراشة، وتدور دورة كاملة في الهواء أجمل حركة ممكنة، لكن دورتها الأخيرة لم تكتمل، وسقطت على الأرض مغمى عليها...

جاءت سيارة الإسعاف وحملوا ديانا، وركبت صديقتها ماريا كمرافقة لها، ولحق بهما جميع أعضاء الفرقة إلى المستشفى

وكانوا خائفين ومتسائلين وأقنعوا ذاتهم بان السبب هو الجهد الكبير الذي رقصت به لأول مرة بهذه الروعة، وبهذا المجهود الصعب...

لكن عندما دخل الطبيب، وابتسامة عريضة على شفتيه، وقال مبروك يا ديانا أنت حامل...

ذهل الجميع استغراباً، وسألوا الطبيب هل يمكن أن يكون هناك احتمال خطأ في التحاليل؟

صعقت ديانا وطلبت من الفرقة أن ينهوا العقد مع الفرنسيين  ويعودوا إلى سلمنكا بدونها لأنها مرهقة. 

وطلبت ديانا من ماريا أن تبقى معها في باريس حتى تعيد ترتب أفكارها وتعيد التوازن لأفكارها الذي أحدثه خبر الحمل.

وصرحت بأنها تغلي لدرجة البركان الذي لخبط كيانها... 

قررت ديانا الذهاب إلى مزار العذراء في لورد، الكائن جنوب غرب فرنسا في سفوح جبال البيرنيه. وقالت سأتوسل للعذراء مريم أن تسامحني، وتغفر لي خطيئتي...

قالت ماريا: انصحك بالإجهاض وتعودين لحياتك الطبيعية.

قالت ديانا: هذا هو المستحيل، هذا ابن مسعد، هذا ثمرة حب لن يتكرر ابداً، ومن ناحية أخرى الإجهاض جريمة بكل المعاني... لا يا ماريا. هذا مستحيل. مستحيل

بعد زيارة مزار القديسة ماريا في لورد، قررت ديانا الذهاب إلى سورية حتى تلاقي حبيبها...

قالت ماريا: ربما مسعد لا يتعرف على هذا الحبل

قالت ديانا: مستحيل هذا، أنا متأكدة بأن مسعد يحبني وهذا الحب الكبير الذي ربطنا، وأخلاقه العالية يمنعانه من تصرف كاذب...

قالت ماريا: وكيف تذهبين إلى سورية وأنت لا تعرفين إلى مسعد عنوان؟

قالت ديانا: مسعد كان في مدريد موفد من أجل مؤتمر للطيران المدني، هذا يعني، إنه ذو منصب جيد في الشركة، وحتما الجميع يعرفونه...

قالت ماريا: يبدو لي إنك أخذت القرار النهائي. أذهبي برعاية الله...

قالت ديانا لا، لن أذهب وحدي، انت ستذهبين معي إلى سورية، لن أقبل منك اعتذار.

في اليوم التالي تم حجز تذاكر طيران، وحجز فندقي في فندق المريديان في دمشق...

وطارتا، كانت كتلة من النار تتأجج بداخل ديانا وهي تفكر كيف ستقابل حبيبها، وكيف ستخبره بأنها حامل منه، وكيف سيقابل هو الخبر؟

اشتهت ديانا السيجارة، كانت تسحبها، تشمها وتكسرها وتقول لا يجوز التدخين وأنا حامل. وكانت تنظر إلى مكان المدخنين المكان الذي وحذ قلبها مع مسعد، وتبكي...


كاتب القصة: عبده داود

إلى اللقاء بالجزء الخامس


الولوج إلى السرايا

 الولوج إلى السرايا

بقلم  رشاد على محمود 



أنا منذ أعوامٍ طوال ولا زلت

                   يا أبتاه أبحث عن بقايا


لا أدري يا أبتاه إن كانت

               صحاحًا أو أهلكتها الرحايا


منذ أعوامٍ طوال قبل أن

      يدركنا الطغاة وقت ان كنا صبايا


حين كانت تداعبنا الزهور

     والعطر يعدو حولنا حين كنا برايا


قبل أن يختلط العبيد والحر

   يهلك دونهم  وحينها نصبح خطايا


قبل أن تهلكنا السنون بذاتها

                        وبذاتها ذات الرواية


ما بالنا العقل ولى من الرؤوس!!

          ولما لم ندرك أنها ذات البداية


يا للعجب يا للعجب لا زال قومي

        يهرعون إلى البغايا ذات البغايا


وأنا لا زلت أصرخ من سنين ليتني

        ما كنت ٠ وليتها تدركني النهاية


هم ذاتهم نفس العصاة وبذاتهم

  نفس الحفاة في الجب تُلقى النفاية


والبعض يا أبتاه كاد يخلع

             نعله عند الولوج إلى السرايا


لو حبتني

 لو حبتني

بقلم  سهام يوسف 



لو حبتني زي ماكون

كنت عشقتك عشق جنون

ده الكذب في عينك مرسوم

وعهودك ديما بتهون

...لو حبتني.. 

كنت حافظت على المقسوم

ومجرحتش قلبي المصون

دي الزهور جميله على الغصون

لو حفظنها من النسور

  ...لو حبتني... 

كنت حاربت كل الظروف

لوجدتك جانبي مدى العصور 

دي العين بتعشق كل جميل 

اما عشق القلب ماله مثيل

   ...لوحبتني... 

كنت تخاف لو رمشي

 جرح الجفون

سميتك روحي

مكان متروح 

وأنا ديما عليك 

     بهون

   ...لو حبتني

        

              

الضياعِ بكفوفِ الريح

الضياعِ بكفوفِ الريح 

بقلم  ماجد محمد طلال السوداني

العراق- بغداد




قصيدة شاعر مجنون 

تتشابكُ على لساني حروف الشجن 

تخرجُ المناجات حسرات

 من ألمٍ بالضلوعِ

جسدي يصابُ بالوهنِِ 

قلبي وطن مهجور

تتحولُ أيامي الى خوفٍ

همسات شفاهي تذوبُ من الأنينِِ

أشربُ كأس الأشتياق 

من كؤوسِ الصبرِ

تتحولُ كلمات المتعبين غزل 

تصبحُ باليلِ قمر 

بالنهارِ

تتحولُ  شعلةٌ من نارٍ

أكتبُ قصائدي للمعذبينَ

من حزنِ المواويل

تشكوُ كلماتي من لوعةِ الهموم

تزرعُ بعمقِِ الفؤادِ صبابة

تتبعثرُ سنينَ الوحشةِ

على وجلٍ

على امتدادِ أيامُ العمرِ 

والأعوامِ

تتقدُ طعنات الزمن الغاشم

من طعنةٍ الى طعنةٍ بمواعيدِ الغدرِ

يزدادُ صهيلُ الشجنِ

تمرضُ قلوب العاشقينَ

المهجورةِ من الغمِ

يرافقها طول السهرِ

تتشابكُ معانات الروح بالمحالِ

كالهشيمِ

من معاناتِ الوطنِ السليب

يصمتُ الليلِ عن اغاني الطربِ

يتظاهر الشعراء 

بكلمات المحبينَ بكفينِِ وقلمٍ 

يحملونَ في اكفهمُ ديوان شعر وطينِ

كالشهداءِ المذبوحينَ بيدِ الارهاب  

يحملونَ على صدورهمُ جعب الرصاص

وفي قلوبهم وطن حراً 

مستقلاً

وشعباً سعيد

بطيفكِ أنا مهوس من كثرةِ الأحلامِ

أشربُ من كلماتِ الشفاه عطر الهيل

من أجلِ الشفاءِ

من ألمِ الحرمانِ 

والشقاءِ

مفطوم من نظراتِ عيونكِ السود

حد العطشِ و الجوعِ

حقاً بكِ مجنون

أحلمُ بالنومِ 

عارياً 

على جسدكِ المجبول

منذ الزوال

للغبشِ حتى آذانَ الفجرِ

حلمٌ يرافقني كل يومٍ

تهيمُ بي الظنونَ

أتنقلُ بين العواصمِ والبلدانِ

أبحثُ بأزقةِ المدنِ

والطرقات

لعلي أجدُ بقايا عطر نساء العراق 

من مسكٍ و عنبرٍ وهيلٍ 

يفوحُ مع بقية عطور النساءِ

تطو لُ المسافات بالمحنِ

تقتربُ الأرواح

مع صياح الديكِ عند الصباح 

ساعة أذان الفجرِ

طوالَ الليلِ طيفكِ يشاكسني

ساعة يمرُ برفقٍٍ وبرهة يروحُ 

يذهبُ على عجلٍ

أعيشُ ساعة الموت كالذبيحِِ 

أصمتُ خشية غرقِِ الضياعِ بكفوفِ الريح

 

الأحلام

 الأحلام

خواطر / عادل رشوان أبوعيطة



كل أحلامنا مخنوقة 

محبوسة جوه نفوسنا

والصوت طالع مكتوم 

بكلام غير مفهوم

حتى لغة  العيون

ما عاد لها وجود

ما عماها كتر البكاء


عاوزين نعيش حياتنا

ونبنى قصور أحلامنا 

ولو قصور من رمال

على شط موجه عالى

مده يهد وجزره يشد

ريحه عواصف

مطره سيول


كفايه إن حلمى 

زارنى فى عمرى لحظة

حققت فيه ومضة نور 

رضيت روحى

 فرحت قلبى

فكيت قيود الحزن

كسرت جدار الصمت

زلزلت جبال الخوف

دمرت رعشة قلب

محيت ذكريات الهم


سمعت صوت الموج

غسلت عيونى بالفرحة 

فشفت جمال الكون

فى حلم جميل 

فى لحظة مدد

من رب السما

نَبضْ

بقلم/ إبراهيم محمد سالم

الثالثة صباحًا بتوقيت تكساس..

لا أستطيع النوم، ربما مللت إياه، كم أتمنى دفن رأسي داخل وسادتي كي أستريح، عيناي مرهقتان، وجهى شاحب وأناملي تُقشعر خشية من نفسى التى تحطمت عدة مرات بسببي، للمرة الأخيرة أود أن أتنفس بحرية..


(قبل شهر..)


اعتدت على الرحيل، الذهاب للاشئ، يرهقني البقاء أيًا كان، أؤمن بنفسى جدًّا وأعشق تفاصيل وحدتي الصامتة وكأنى تعهدت على الصراخ بداخلي، كنت دائمًا وحيدا، لدي بعض الأصدقاء المقربين ولكن معظم أوقاتي أقضيها بمفردى، كم أود إحتضان نفسي بقوة!، كما أرغب فى إحتواء قلبى المحطم، مُنذ رحيل أمى وأنا أشتاق لسماع اسمى «دلال» من المطبخ وأنا بداخل غرفتي، حتمًا لم يستطيع أحد أن يُناديني بصدقٍ وإخلاصٍ مثلما كانت تُخرج حروف اسمى من قلبها،.. ظللتُ على هذا الحال طيلة سبعة أشهر: كلامى قليل.. عقلى مُشتت.. حتى أنفاسي تأبى أن تخرج بإنتظام، اعتدتُ على ذلك ولكن مللتُ تفاصيلَ وحدتي البائسة- حتى رأيته كان يسير فى وقار وجاذبية خاصة.

نعم!! بمجرد تتبُع خطواته التي أخفقت قلبى إعتدل شيءٌ بداخلي، ماهذا، لقد عاد لينبض من جديد؟!

يا إلهى.. كم جميل هذا الشعور المستحوذ على كيانٍ ما بداخلك، لا تعلم لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟

يبدو أنه قادم نحوى.. اعتدلتُ في جلستي وأخرجت زفيري المُمتزج بهواء يأسي، وبمجرد إقترابه تزايدت نبضات قلبي وكأن ما بداخلي تعهدت ألا يحيى إلا بقُربِه، سحبَ مقعده في ثقة ثم إقترب نحوي في هدوء قائلًا:


- افتقدتُكِ كثيرًا يا فتاتى.. كيف لكِ أن تبتعدي ومازالت روحي بداخلك؟

لم أجيبه، ربما لأنني أخشى الفقدان مرةً أُخرى، ولكن تعهد عقلي على قلبي أن يقتل كل ما مررت به من فقدانه فتنهدت قائلة:

- لقد رحلت مرة، وأخشى فقدانك الأُخرى، لطالما عُدَّت وجلست فأنت بداخلكَ الكثير لتقوله.. 

تبسم قائلًا:

- اشتقتُ لكِ، كم كان صعب الفراق، لا تقلقي أنا بجانبك، عُدَّت نادمًا يا دلال، أخشى الرحيل مرةً أُخرى ..

لماذا لم أصدقه؟ لماذا أشعرُ بالنفاق؟ عيناه تتحدثا معه وكأنه يقُص عليّ ما بداخله فتلاحق عيناه بالحديث قائلة: لا تصدقيه إنه كاذب!! و

لكن كالعادة انتصر قلبي الحنون على عقلى المُذبذب، انتصر وكأنه يرغب دائمًا أن يكون ضحية الفراق، ضحية الكذب.. ضحية نفسي الباهتة.

مرت الأيام وعاد، لا أنكر أن ضربات قلبي انتظمت منذ أن جاء لي ورأيت ما بداخله، طيلة شهر على هذا الحال، أؤمن أن وجود من يتعمق قلبك.. جانبك مريح، ولكنني أشعر بشيءٍ ناقصٍ، كإصطناعه ذلك الحب أو ماشبه.. إبتسامته عجيبة، ينقصها الصدق! عيناه دائمًا تُحذراني منه، يخفق قلبى وأنا معه على غير عادتى سابقًا، يا حصرتي على نفسي لا بقربه سعيدة، ولا بغيابه أستطيع أن أصطنع حتى سعادتي، ربما كُتبَ على قلبي التعاسة غائبًا أم كان حاضرًا، تبًّا لك!!  لا أكرهك ولكن ينقص روحي وجدان طيفك الذي كان يؤنسني في وحدتي، ويتراقص قلبى معه أثناء بقائك جانبي، تمهلتُ قليلًا وتوقفت بعقلي لوهلة ناظرة حولي ولهذه المدينة الجميلة « تكساس» كم أعشق هذه المدينة التي إحتوت طفولتي وبرائتي ثم مزقت روحي إربًا بعد ذلك، لم يلتئم جرحي، ولن تعود روحي المُبعثرة سوى في هذا المكان الذي أجلس به وأقص عليكم ماحدث، هو خالٍ تمامًا، يمتلأ بالزهور والأشجار، الطيور المُحلقة أعلى رأسي تُشعرني بالدفئ لطالما أصدرت صوتها الرقيق.. أنا فى سلام، أجلس أمام نهر أخضر اللون وتلامس نسماته وجنتي، أكتب بقلم يعتليه ريشة تداعب قلبي كلما أخرجت الحروف المكبوتة بداخلي، أكتب ماحدث وما لم أتوقعه إطلاقًا... 

- تناثرت سطوري فى وحدةٍ مُبهمة، تشتت أحرُفي في ظِلٍ باهت، يغْمُر قلمي الخوف خشيةً من كلماتي، وتصيح الوحدة باسمى فى ثقة، لأنها تعلم أنني أعشقُها..


بعدما عاد ووثقت به مرةً أخري، كنا فى سلام طيلة شهر، أحببت بقائه واستسلمت، تمادى قلبي في تصدقيه، والآن أجلس في شرفة منزلي ليلًا كعادتي، أحتسي قهوتي اللذيذة التي ترسم بسمتي المطمئنة، إعتذرت لنفسي عمَّا قدمته من جحود وبهتان ثم إستنشقت هواءً خالٍ من سموم عقلي، ونثرت بيدي التي توارت خلف ظهري فى حيرة متسائلة أين هو؟

سمعت صوت هاتفه يدق، أيعقل؟! لقد تركه وذهب، بدون مقدمات ذهبت إلى الداخل مُجيبة على من يتصل، ولم أنطق حتى «ألوو» لأجد صوتٍ غليظ ينادي بإسمه قائلًا:

- ماذا فعلت في المهمة الأخيرة يا رجل، نحن في الإنتظار، طيلة شهر ننتظر، اقتل عشيقتك اليوم، الرئيس فى إنتظار دماءها.. 

ماذا؟! صُدمت لوهلة من الوقت، فتساقطت دموعي بغزارة على وجنتي التي إحمرت خوفًا وقهرًا.. شعرت بالدوار، زادت غزارة دموعي التي تساقطت أيضًا على صدري، أرتجف بشدة.. غير مصدقة، حتي إستجمعت قوتي وفتحت هاتفه، فوجدت صور لأعضاء البشر وأموات، أحشاء وقلوب بشرية وعيون! لا لا لا.. مستحيل، تساءلت بداخلي، من هذا الشخص، هذا ليس هو، وماذا يريد أن يفعل بدمائي.. أجل تذكرت!..

فى يوما من الأيام شعرت بالإرهاق والتعب وذهبنا سويًّا للطبيب وفى نتائج التحاليل تبين لنا أن فصيلة دمي نادرة للغاية، وسلالتي فى الأساس مزيج من سلالات الهنود الحمر والإسبان، ويستخدم دمي فى القضاء على مرض السُّل، وأحيانًا مرض السرطان عند حَقنه فى جزء معين في البطن، وحينها قال الطبيب أنّني سُلالة نادرة ويمكن أن يصبح لي دورًا هامًا فى المستقبل خُصُوصًا أنني أعمل طبيبة فى إحدى المستشفيات الشهيرة بنيويورك، وفترة عُطلتي أقضيها معه! لا أصدق نفسي، تاجر أعضاء ويعمل مع عصابة لديها رئيس، ماذا عن شركات الإستثمار التى يُحدثُني عنها، ونجاحته وإنجازاته، ربما أحلم، صرختُ ضاربة بيدي على وجهي: -استيقظي أيتها البلهاء.. استيقظي!

ولكن دون جدوى، ربما كَتب عليّ الواقع أن أبقى حزينة وحتمًا سأعيشه وأتأقلم معه لامحال، تبًّا لسذاجتي،  إنتظرته حتى عاد، مُرتبكٌ على غير عادته، مُشتت لا يبتسم إبتسامته الكاذبة، تمهلت في نظراتي له حتى إقترب مني قائلًا:

- يجب أن نذهب سويًّا لمكان ما.. سينال إعجابك.

بثقة أجبته:

- دعنا نقضى ليلتنا في المنزل أنا متعبة..

أجبني بإرتباك: 

- كنت أرتب لهذا اليوم مُنذ شهر، هيا يا عزيزتي حتى لا نتأخر..


نهضتُ من مجلسي في هدوء ثم عانقته بقوة، بدفئ.. أود أن أشعر بأنفاسه تلامس كتفي.. ربما صادقًا وأنا جننت، ولكن دقات قلبه غير منتظمة.. يشعر بتوتر.. أنفاسه تتزايد، زفيره يخرج ببطئ.. علامات الأسي على وجه، لن أتردد كثيرًا، لأخرج به إلى الشرفه، وأقف ورائه فى ثبات وأطعنه بسكين عدة طعنات متتالية فى ظهره، إستدار بقوة غاضبًا، تتساقط دموعه ندمًا، تُغلق جفونه وتُفتح غير مصدقة، حتى بدأ يفقد وعيه تدْريجيًا.. لم أتردد مرة أخري لألقي به من الطابق السادس والخمسين مبتسمة بعدما سحبت السكين من ظهره وقت عناقي الأخير له والدماء تتساقط أرضًا، كنت أبكي بغزارة، تساقطت قطرات دموعي على بدلته الأنيقة، وهى آخر شيء من روحي يذهب به، يذهب به بلا عودة، ربما قطرات دموعي تغفر لك أيها الكاذب، وللمرة الثانية على التوالي فُطر قلبي، وإندثرت روحي بين المنطق واللامنطق، وتآخذت، ذهبت إلى فراشي في هدوء وألقيت جسدي عليه وأنا أضحك، تعالت أصوات ضحكاتي الممتزجة بالبكاء لأول مرة.


«لا أستطيع النوم، ربما مللت إياه، كم أتمنى دفن رأسى بداخل وسادتى كى أستريح، عيناي مرهقتان، وجهى شاحب وأناملى تقشعر خشية من نفسى التى تحطمت عدة مرات بسببي، للمرة الأخيرة أود أن أتنفس بحرية.. ».


تمت بحمد الله.






أعطونا الطفولة

  اعطونا الطفولة 

بقلم  حنين خالد 



 لعلك تذكر هذه الأغنية الجميلة اعطونا الطفولة ، لا اعلم اين ذهبت الطفولة الجميلة ، هناك من يطالبوا بحقوقهم في طفولة سعيدة، و هناك من يهدمها ، و لكن هل الطفل هو المسئول عن تدمير طفولته؟! ، هل هناك من يحب أن يهدم لحظاته السعيدة ، بالتأكيد لا فهناك الكثير من الأسباب التي تدمر نفسية الطفل و ربما تدمر تفكيره ، بالتأكيد المشكلات الأسرية لها نصيب ، و لكن هناك مشكلة اصبحت الآن هي الأكبر في هذا العصر و هي مشكلة الهاتف

اعتقد أنى احتاج كتابا بأكمله للتحدث عن مشكلة الهاتف ، فالاهمال السبب الرئيسي في جعل الهاتف وسيلة للتأخر لا للتقدم ، فالطفل يتعرف علي الكثير من خلال الهاتف ، و كما تعلم مواقع التواصل سلاح ذو حدين ، إما أن تدمر افكار أو تبني ، فالطفل يتعامل بتلقائية ، و دون أن يفكر بالسيء أو الجيد ، هو فقط يتعلم شيء جديد ، و يتعامل به مع الآخرين ، و مع الاهمال ، و عدم الاهتمام يصبح ما يتعمله الطفل سواء جيد أو سيء عادات لديه و كلمات ، فعلينا أن نحرص علي حماية طفولة أولادنا ، و مراقبة تصرفاتهم ، و التعامل معهم كاصدقاء بتفهم ، و ليس بالعنف ، فلا يوجد تطور يقي الطفل من الخطأ الا إذا راقبته انت و علمته ، فكلامك يؤثر كثيراً فلا تجعل طفلك يدمر حياته ، لا تجعله يحجز نفسه داخل هذه الشاشة ، اجعله يستغلها بدلا من ذلك ، اعطه من وقتك ، فوقتك سيصلح من سلوكه و يغير من تفكيره ، هيا فقطار الطفولة سيغادر !


حِــيـــن يَّـــأتى الــمَــسَــــاء

 حِــيـــن يَّـــأتى الــمَــسَــــاء 

  بقلم الأديب سالم ابو العلا محمد 



                                                                                                مَـعْـشُـــوقَـتى .... إمــرأه

أرى فى عِـشْـقِـهَـــا

نَـسَـمَــات الـــربِـيـع شَـــذى الـعُـطُـــور

هَـمَـسَــاتِـهَــا

تَـغْـــريــــد الـبــلابــل والـطُـيُّـــور

جَـمَــالـهَــا بِـجـانِـب الـبَـــدْر

فَــاقَـتْــه نُـــور عَــلى نُــــور

أتـــدثـــر بـحَـنِـيـنـهَـــا

مِـن زمْـهَــــريــــر عِـشْـقى الـغَـيُّـــور

هيَّ  ....... إمــرأه

جَـمَّـعَـتْ فى عِـشْـقِـهَـــا كُـل الـعُـصُـــور

هي واحَــة عِـشْـقى وقُـــرَّة عَـيْـنى

وطَّـنَـتْ قَـلْـبى الـــوِّدَاد والـسُـــرور

حِـيـن يَّــأتى الـمَـسَــاء وكُـل مَـسَــاء

نَـحْـتَـسى مِـن شَـهْـــد الـــرضَــاب الـكَـثِـيـــر

تُـــوسِّـــدنى صَـــدْرهَــا تُـهَـــدْهِـــدنى

أسْـتَـنْـشِـق عِـطْـــرهَــا الـعـبـيـــر

تَـخْـشى عَـلـيــا نَـسَـمــات الـهـــواء

تُـغَـطِّـيـنى جَـــدَائِـلـهَــا الـحَــريــــر

أغْـفُــــو  ..

أراهـا فى حـلـمى

تـحْـمـلـنى عَـلى أجْـنـحَــه

وفى الـجِـنَــان تـطـيـــر

مُـــرتَـــديــه ثـــوب أبـيـض

هَـفْـهَــاف حَـــريـــر

مَـعْـشُـــوقَــتى بـيـن الـنِـسَّــاء

لَـيْـس لـهَــا نِّـــد أو نَـظَـيـــر

لـيـس لـهـا نِّـــد أو نَـظَـيـــر

       

النفايات

 النفايات 

بقلم   د.عزمي رمضان 

أديب وشاعر وسفير سلام دولي



موضوع النفايات مهم جدا جدا ...حيث أننا وخاصة في دولنا العربية التي قليلا منها ما يستخدم إعادة التدوير ولكن الغاليية من دول وطننا العربي الكبير تفتقر إلى تكنولوجيا اعادة التدوير وايضا أصبحت مشاكل النفايات  تسبب ازعاجا كبيرا للحكومات كما نشاهد ما يحدث في لبنان 

فالنفايات معضلة كبيرة قد تؤدي إلى انهيار المنظومة البيئية والصحية معا بسبب تكدسها وعدم وجود تصريف لها ..وهذا يؤدي بدوره إلى انتشار الأوبئة والأمراض وقد لا نستطيع السيطرة عليه فيصبح لاحقا وباء ياكل الأخضر واليابس...ان موضوع النفايات من أهم المواضيع خطورة التي تواجه المجتمع وقلة الوازع الثقافي لدى البعض وقلة الوعي البيئي وما يترتب من انبعاثات سامة من هذه النفايات بسبب تكدسها او بسبب اللجوء الى حرقها يدمر البيئة تدميرا لا يحمد عقباه مما سيؤثر على جميع مناحي الحياة ...وقلة التثقيف الصحي والبيئي في المجتمعات ايضا  هو  أحد اسباب الجهل الذي ينتشر بين افراده في معالجة هذا الأمر مما سيؤدي لاحقا لإستنفاذ خزينة الدولة في البحث عن حلول جذرية لهذه الكارثة البيئية .وربما اللجوء الى بلدان اخرى حتى يتخلصوا من النفايات وهذا أيضا سيدمر خزينة الدولة من التكاليف الباهظة جدا لمعالجة النفايات...

في النهاية الحل الجذري بإعادة التدوير مع وجود تكنولوجيا حديثة للقيام بذلك والإبتعاد عن المحسوبيات الخاصة والسرقات والفساد واصلاح النظام الصحي والبيئي والمجتمعي  والتوعية باهمية اعادة التدوير  وإدارة هذا الملف الشائك في جميع بلادنا العربية ودول العالم الثالث بالتحديد

عابر سبيل

 عابر سبيل

بقلم   عصام اسماعيل 



مسافر عبر الزمن

أتهادى على الطريق

أبحث عمن يبيع الأماني

لو  مر يوما بحينا

أن لا ينساني 

قولوا له إنني تائه

في مقفهر الدروب

مشردا أمشي وأجوب

بالأسى مصحوب

تاهت بي' المعاني

ترى هل يبني لي

قصرا" فوق الغيوم

أتكلل بتاج من النجوم

و طيور الحب 

فوق مملكتي تحوم

أخبروا من للأماني يبيع

أنني بالأحزان أضيع

يأتي إلي' العذاب سريع

يراودني الأسى بثواني

ترى من يبيع

ومن يصنع الأماني

لو يصنع لي ابتسامة

و يمنحني السلامة

يمسح دمعتي الملامة

يأخذ من عمري حزني وأشجاني

بين كبريائي والهوى

ذاب قلبي وانكوى

شرب الحب'

سلسبيلا ما ارتوى

قولوا لمن يصنع الأماني

هل يجعلني أخلق من جديد

كطفل وليد

أحيا بلا جراح

بلا أسى أو تنكيد


أمي

 أمي 

بقلم  حليمة صومعي 



لا زال في القلب 

حزناً دفين 

وفي غيابك تتوالى 

طعنات السنين

أمي مخلوق يحلق في العليين

فهي رقيقة  كوجنات الورد والرياحين

كل يوم أراك في السماء كالنجوم تلمعين

ترفرفين كالفراش فوق أزهار الياسمين 

عُرفت بالوفاء 

وحسن المعاملة كل وقت وحين

هنا با أعظم ام في الوجدان ترقدين 

هنا تحث سحابة المطر تسافرين

 كل يوم أراها تأخذني بين ذراعيها كطفلة

وتسير معي في عالم جميل  

حبي لها فاق الحدود

حتى وهي تنام بسلام في عالم الخلود 

أمد يدي لها وكأني أقول لها 

احتاجك وسط المتاهة 

هيهات وسط المستحيل 

كيف يكون ذلك و يدك مشلولة عاجزة  

أجد نفسي أسبح شاردة  

فهل يمكن مسك السحابة 

أمي أوجعتني الدنيا 

سبحت بحزني وهمي 

 ودموعي زخات  مطر

كم حاولت أن أخفي تقاسيم وجهي

لكن كيف ؟

أراك معي في كل صوب 

وأردد مقولتلك لي 

 لا تحزني فلكل شيء أجل

 صوتك صدى يحمل روحي وأيام حزني

أمي ...

أخذت القلم كي أرسم ملامحك من جديد

وأخطط سطور الشوق والحنين لك

 لكن أوراقي تبللت بدموعي

 حاولت وحاولت ومزقت ما كتبت 

أرتجف وسقط قلمي مني 

ٱه من حزن دفين مزق كل الشرايين 

ووتين القلب كل يوم شريد وحزين

أمي ....

هناك ترقد في سلام 

وأنا أتجرع الأزمات تلو الأزمات والمعانات

كم سهرت وتعبت وتحملت الألام   

وأنا الآن أكتب لقلبها  كلمات

وأرسم لها لوحةمن اللوحات 

هذا هو العشق المستحيل 


لغة الصمت

 لغة الصمت

كتبت/ سالي جابر 



نظر كلُ منا للآخر، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث في صمتٍ تام؛ لوحة صامدة محفور عليها كلمات تمنيت أن تنطق لأقولها؛ لكني آثرت الصمت لعله يجدي في هذه الحال؛ كُتب عليها" لا تحكِ شيئًا؛ لست مؤهلًا لأسمعك" وعلمت حينها أن حتى الاستماع إليك يحتاج إلى طاقة، فعندما أسمعك تدور الأفلاك من حولي، وتتطاير السحب، وتثور البراكين، تحوم الصقور فوق رأسي، تنبح الكلاب، تخرج الآفاعي من جحورها... ألهذا الحد أصبح الحديث معك مؤلمًا؟!

توخيت الحذر في حديثي معك عندما رأيت في عينيكِ حيرة، بين الصمت والكلام؛ كان الكلام صامتًا لا يفهمه سوانا.

وأدركت أن للصمت لغة ربما لنسأل، ربما لتتركنا الأسئلة الصامتة في حيرة، ربما لتؤلمنا، تبكينا، لا أدري لكني أحببتها عندما قررت ألا أهتم.

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا