Flickr Images

Product :

Popular Posts

الإرشاد المهني

  الإرشاد المهني                                        

بقلم  حسام القاضي 



 ( الإبداع ) عُنوانٌ عريض مفتاحه الإرادة التي يُغذيها الحافز، وأكبرُ حافزٍ للوصول إلى الإبداع هو حُب الإنجاز والعطاء، لذلك تُبدعُ الأم التي تُحبُّ ابنها أثاءٓ إطعامه،  فتارةً تُلاطفُهُ وتارةً تُمازحة وتارةً تُلاعبُهُ وتتحايل عليه، مع أنها لم تستفد من الطعام شيئاً لنفسها لكنها أبدعت في إدخال السرور لولدها، ويا لحظهِ السعيد المولود الذي يهبه القدر أمّٓاً تُحبُّهُ، حتما أنه سيتقلّٓبُ في السّٓعادةِ ويرتشفها بأنفاسه.


أمّٓا الوليدُ المتعوس فليتٓ القدرٓ يُسعِفٓهُ ليتسرقٓ ضحكةً جانبيةً أخطأت أمُّهً في إبدائها فلمّٓا استفاقت على نفسها أرتهُ منها العين الحمراء ( شمطٌ ولطمٌ وركلٌ وبصقٌ وسبٌّ وعتابٌ ولعنٌ وشعتلةً ورفعٌ وتخفيضٌ ) والله يعينه بس . 


 هكذا هي لعناتّ الحياةِ لمّٓا يخلوا العطاءٓ فيها من الإبداع، فترى كّلٌّ يلعنُ مهنتٓهُ ويتمنى لو لم يمتهنها، عزيزي استفق رجاءاً فلستٓ المتضرر الوحيد من سخطك هذا، تموجُ بنا كما السائقُ الآسفُ على مقامهِ المهدور يموجُ بالحافلةِ ويُرعبُ الركابٓ ويُؤذي مشاعرهم ويتجاهلُ إراداتهم ويحملهم على أن يلعنوا الرحلةٓ وساعتها ويندموا على اللحظة التي قرروا فيها امتطاء هذا الرّٓكوب .       


   نُعاني والله في شتى ميادين الحياةِ من لعناتِ حظوظِ هؤلاء المشئومة علينا، فلا المريضُ يرى ابتسامةٓ الطبيب، ولا التلاميذُ يسعدونٓ بدفئ حنانِ مُعلميهم، لا الأزواجُ هنيئونٓ ولا العُزاب فرحون، بضاعةُ الأغلبِ أصبحت الأداء وغاب عن سماءنا حسُّ الإبداع، ولا أدري إن كانٓ ( للإرشاد المهني ) دورٌ في هذا الواقع البائس، فقبلٓ الحديثِ عن دورِ الإرشاد ِ المأمولِ في التوجيه السليم عن التخصصات، لا بُدّٓ من التأكدِ من استقلاليةِ الدّٓارسونٓ فيما يختارون، وتحييدِ رغباتِ الأهالي وتصوراتهم وإملاءاتهم فيما يتعارضُ مع ما يرغبون


. ولا بُدّٓ أيضاً من زحزحة مسألةِ التقاديرِ والعلاماتِ التي تلعبُ دوراً بارزاً في تحجيم التطلعات وخنق الإرادات عند اختيارِ التخصصات.


ولما تتهيأ كلُّ هذهِ ( لمّٓا تتهيأ ) يأتي دورُ الإرشاد في توضيح مزايا الاختيار وقصقصةِ الأخطاءِ وتهذيبِ الأفكار ِ بُغيةٓ تحقيقِ بدايةِ الخطوات نحو واقعٍ زاخرٍ بالتخصصيةِ والإبداع .                          

   

 ( فاللومُ أبداً لا يُطعمُ خبزا ) وندْبُ الوقائع هو ديدنِ المُسقطونٓ والعاجزون، وأن تُوقد شُعله خير من أن تلعنٓ من أطفأها، وعيبٌ على الكبارِ أن يٓعجزونٓ عن ترجمةِ إراداتهم - ولو بعد حين  -، في حين يسعى الطفلُ إلى التخلُّصِ من مُعضلةِ الحٓبو ببدابةِ المسيرِ والمشي ..


( لا تتبعثر في الحجارة بل اصنع منها سُلما للوصول )


 كُنتُ أندمجُ كثيرآ برؤيةِ تمثيلِ الطبيب يحيى الفخراني الذي أبدعٓ في تجسيدِ أدوارهِ كما أبدعٓ في طبطبة جروح المريض وآلامه. وليتٓ الأطباءٓ والمعلمون والمهندسون والتجارِ وغيرهم يٓهبُون ( لضيقِ صدورهم ولعنةٓ ألسنتهم ) إجازه مفتوحه، ويتفرغون لرسمِ إتقانهم بأبهى صور الصنيع الحسن .        


  وأرى عليّٓ لزاما - ومِنْ باب الإبداع - شُكر سعادة الأستاذ الدكتور ( أحمد عربيات ) الذي وجهني لكتابةِ هذه السطور، لحرقته على الواقع المرير الذي فيه نرتع، فلو وهبنا الدنيا وما فيها لمن لا يُريدُ الإتقان لما أتقن، ولطالما أفرزت لنا المشاهدات ألوانا من الإبداعِ والإبتكار والإنجاز  ( ومنٓ العدم ) .   


    

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا