يا صاحب المدد يا أملي
بقلم مصطفى سبته
سبيتَ الـورىٰ حُسناً وأنتَ مُحجَّـبُ
فكيف بمن يهـواكَ إن زالت الحُجبُ
وأصبحتَ معشـوقَ القلـوبِ بأسرها
وما ذرةٌ في الكـونِ إلا لها قلبُ
إذا سَكِـرَ العُشّـاق كُنتَ نـديمهـم
وأنت لهم سـاقـي وأنتَ لهم شِـربُ
وإن زمزَمَ الحَـادي ومالوا صبابةً
فليسَ لهم قصدٌ سِـواكَ ولا أرَبُ
ولِمَ لا يـذوبُ العاشقينَ صبابـةً
ووجـداً وسُلطان المِـلاحِ لهم حِـبُّ
يا سيد الرسـل حالى أنت تعلمه
ومـن سـواك لهذا العـبـد يرحمـه
بحق جاهك عند الله خـذ بيـدى
فمـن أتـاك فـقيـراً لسـت تحرمـه
ومن أتى غيـركم والله قد حُـرمَ
ومن أتى بابكـم فالسعد يخدمـه
وإن نظـرت لمكـروبٍ غـدا فَرِحَاً
وفـرج الله كـربـاً كــاد يُـسـقـمـه
إذا استجـار بخير الخلق ذو ألـمٍ
يزول فى السـر والنجوى تـألمـه
ومَـن أتـاه وجَـور الـدهـر أحزنـه
فـالله من كـيـد الدهـر يـعـصـمـه
يا صاحب المدد الفياض يا أملي
هـل للفقيـر نـوالٌ مـنـك يـغـنـمـه
مُحَمّـدٌ سَـيِّـدُ الْكَـوْنَيـنِ وَالثَّقَلَيـنِ
وَالْفَـرِيقَينِ مِـنْ عَـرَبٍ وَّمِنْ عَجَـمِ
هُـوَ الْحَبِيبُ الَّذِي تُرْجٰى شَفَاعَتُـهُ
لِكُلِّ هَـوْلٍ مِّنَ الأهْـوَالِ مُقْتَحِـمِ
دَعَـا إِلَىٰ اللهِ فَـالْمُستَمسِكُـونَ بِـهِ
مُستَمسِكُـونَ بِحَبـلٍ غَيرِ مُنفَصـمِ
فَـاقَ النَّبِيِّينَ فِي خَلـقٍ وَّفي خُلُقٍ
وَلَـم يُـدَانُـوهُ فـي عِـلـمٍ وَلاَ كَــرَمِ
وَكـلُّـهُـم مِّـن رَسُـولِ اللهِ مُلْتَمِـسٌ
غَرفًا مِّنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِّنَ الدِّيمِ
لأجل طـه الذي بالله يعتصـم
هـادي الأنـام حبيب الله شافعنـا
غوث وعون له الإحسان والكـرم
وأصبـح الكـون مسـرورا بطلعتـه
والأرض تزهو به والبيت والحرم
تقـول آمـنـة في يـوم مـولـده
جاء السـرور لنا والفضـل والنعـم
صلى عليه إلـه العـرش ما طلعت
شمس وما لاح ثغر الفجر يبتسم
