Flickr Images

Product :

Popular Posts

"الإعلامى أحمد لطفي" أيها الإعلامى كن شامل النظرة وناضج الطرح




 يقةل أحمد لطفى عملياًّ، بوجودك في موقف إعلامي فأنت أمام أحداث، سؤال، شبهة، استفسار، رفض، معارضة، هجوم، أدلة متقاذفة، خصم، متصلين، مقدم برنامج، وهكذا…

نفسياًّ أنت تعتبر أن مجرد وجودك في هذا الموقف الإعلامي هو تحدٍ للجميع، واعتبار داخلي بأن الجميع يناظرك أو يرغب بإحراجك، عملياً ومنطقياًّ، الوجود تحدٍّ، والسؤال والاستفسار وغيرهما هي أنواع من التحدي لك بنسب متفاوتة.

لكنك أمام عدسات الكاميرا، وتحت سمع وبصر الآلاف أو الملايين – بحسب الوسيلة الإعلامية – فإنك تكسب احترام الرأي العام وتقديره لك إذا تجاوزت مخاوفك الذاتية، وكنت أمام وسائل الإعلام شامخ الوجود فاعل الحضور، تتسم بالهدوء والاتزان.

وإن من جوانب القوة – رغم ما ذكرته من تحديات – أن تكون بين هذه المتعارضات صاحب طرح شامل، ونظرة كبرى تسمو على سفاسف الأمور وصغائرها، بل حلّق في فضاءات المثالية، ونظّر على الناس بالأنفع، واستنفذ جهدك لتضع الرأي العام أمام قوة رأي وسمو نظرة تمثل فيها تيارك، وترفع أرصدته في بنوك الرأي العام العالمي وتزيد من احترامهم لك ولمن تمثل.

فصاحب الطرح الصغير صغير، وصاحب النظرة الشاملة كبير، والمهتم بالصغائر تافه، والمتعالي عن سفاسف الأمور عظيم، هكذا ينظر الجمهور إلى الإعلاميين، وهكذا يتم تقييمهم.

وحتى تكسب التأثير الإعلامي المنشود، فعليك بالطرح التجميعي وبيان دورك فيه، وأنك قادر على احتضان جميع الناس بفكرك، وأن برنامجك أن تكون في صف شعبك ونمائه، لأن هذه هي الحقيقة، ولأن هذا الطرح محترم مقدر.

فإذا أظهر خصمك عصبيته لحزبه، وعنصريته لتياره، أظهر وحدوية طرحك ونهجك وتمسك بها، وإذا جوبهت بالانتقادات فاسمُ بطرحك الناضج، وترفع بدليلك القوي، ومنطقك المدعوم بالبرهان والحجة، وركز ثباتك، وحدد مسارك، ولا تنجر إلى التوافه بحال.

وإياك أيها الإعلامي المسلم المخلص أن تظهر أبدًا بمظهر العنصري المتزمت، أو الغيور على تياره، فأنت كمسلم صاحب منهاج هداية للبشرية وقبل أن تنطق باسم الجهة التي تمثلها فأنت تمثل أمة الإسلام الحق في مشارق الأرض ومغاربها، فارتق إلى مستوى الخطاب اللائق، ولا تحصر نفسك في إطار ضيق، وفهم محدود، وموضعية لا تجدي.

فكما أن الجمهور والرأي العام يحب القوي في كل شيء، فهو يحب صاحب النظرة الشمولية المثالية، ومن يدعو إلى الكلمات والفضائل لا إلى التفرق والتشرذم، بل إن كثيراً من المنصفين والمحايدين يعيبون على بعض الإعلاميين المسلمين في بعض المواقف لهجة خطابهم، وأسلوب طرحهم، ويؤكدون على ما أدعو إليه، وبرأيي هو كمال النضوج والقوة.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا