قصة قصيرة
أحلام محطمة
بقلم حنين خالد
كل ما املكه في هذه الحياة احلامي المحطمة تلك التجارب الفاشلة التي اواسي نفسي بتسميتها احلام محطمة
لقبي هو الفاشل في كل شئ
انا مجرد مصلح سيارات اعزب
اشعر اني مجرد نكرة يجعلني الجميع أشعر بذلك اجتهدت طوال حياتي و لكن لم احصل على ما اريد فعشت كنكرة
كل يوم اتمني الموت لما لا يأتي؟!
هل سأظل اتعذب طيلة ما بقي من عمري؟!
لماذا لا ينتهي عمري لماذا ؟!
الله رحيم بعباده
يارب كن رحيماً بي انت تعلم انني حاولت ان احيا و لكني اشعر الآن أن الحياة لا تريدني فيها اللهم ارحمني يارب ارحمني!!
حان وقت النوم الذي اتمني أن ألبث فيه للأبد تلك اصبحت امنيتي الوحيدة.
فتحت عيني على ضوء خافت و هنا فزعت من شخص امامي يقول
" مرحبا بك في عالم الأحلام"
ماذا يحدث هل هذه مزحة؟ من انت ؟! هل يسخر الناس مني حتى في الأحلام؟! ألن ارتاح ابدا؟!
رد بابتسامة غريبه: أهدأ!! حسنا كل هذا لانني كنت ارحب بك انت ضيفي اليوم
اجبت بسخرية: ضيفك !! حسنا هل ستقدم لضيفك شيئاً اذا ؟! ام انك لا تعرف شيئا عن أصول الضيافة؟!
اجاب بابتسامة واثقة: بالتأكيد سأقدم لك الكثير و لكن عليك أن تكون صريحاً معي
اجبت بتعجب: ماذا تقصد؟!
اجاب: اقصد أنني استطيع ان اصلح لك احلامك المحطمة و لكن عليك مساعدتي في الاختيار
نظرت اليه بسخرية و قلت : ماذا ؟! تصلح لي احلامي المحطمة و كيف ذلك ؟!
اجاب بثقة: بإرجاعك للماضي .
ظهرت على وجهي علمات التعجب و قلت ماذا ارجاعي للماضي؟! لكن لحظة لماذا اخترتني انا بالضبط هناك الكثيرين الذين يتمنون ذلك لماذا انا ؟!
اجاب بابتسامة مراوغة: ستعرف و لكن عليك أولا أن توافق
لم اعرف ماذا اقول خيم صمتي على المكان للحظات ثم قلت: حسنا انا مستعد لذلك
هنا نظر إلي نظرة لم افهم معناها و قال: و لكن الأمر ليس بتلك السهولة لأنك اذا أخطأت قد تظل في الماضي للأبد و لا تستطيع العودة إلى حاضرك .
نظرت إليه بسخرية و قلت: و ماذا سافعل في الحاضر لعل الماضي يكون رؤوفا بي و استطيع اصلاحه
رد بعد زفرة طويلة: حسنا إذا و الآن هناك بعض التفاصيل التي يجب عليك معرفتها قبل أن تعود إلى الماضي
اولا عليك أن تختار حدث معين في ماضيك ترجع اليه ثم عليك التصرف فيه تصرف معين و تغير به مستقبلك و لكن عليك أن تكون حذراً فلديك فرصة واحدة فقط
نظرت اليه بابتسامة عريضة و قلت : اوافق على شروطك فأنا أعرف أين اريد ان ترسو سفينتي هذه المرة
نظر بتحدي قائلا : حسنا إذا اين تريد أن ترسو سفينتك ؟!
اغمضت عيني و ابتسمت ثم فتحت عيناي و اجبت: اريد أن اعود الى يوم امتحان الكيمياء في المرحلة الثانوية
Flash back
استيقظت علي صوت امي و هي تحاول ايقاظي للذهاب الي الإمتحان هنا ابتسمت ابتسامه عريضة لأمي فلقد توفيت و لم اراها منذ وقت طويل
هنا نظرت إلى بحنان قائلة: اتمني التوفيق لك يا بني كن مؤمنا دائما انك الأفضل
لم استطع ان اجيب لقد أردت فقط سماع ذلك الصوت الحنون .
ذهبت الى المدرسة مسرعاً للامتحان استلمت الورقة و هنا اجبت كل الاجوبة بطريقة سريعة فقد قرأت الإختبار اكثر من مائة مرة و سالت الكثيرون عن اجوبتي التي كانت معظمها خاطئة و رغم حصولي على اعلى العلامات في المواد الأخرى الا ان الكيمياء كانت ذلك الوحش الذي اخافه و أكرهه بشدة
انتهيت من الإختبار قبل نفاذ الوقت ب ٤٥ دقيقة هنا نظرت إلي وجوه التلاميذ وجدت القلق و الخوف تلك النظرات لقد تذكرت نفسي في ذلك الوقت فقد كانت تلك العلامات علي وجهي هل ما افعله صحيحا لا اعرف لماذا ذلك السؤال دون غيره يخطر علي ذهني ؟! ماذا يحدث لماذا اشعر بالذنب؟!
هل انا على صواب؟!
هنا تذكرت كلمات امي بأنني الأفضل لم ارد ابدا ان ابعد سخرية الناس فقط و لكني اردت ايضا ان اشعر بفخر واعتزاز بنفسي و لكن هل ما افعله سيجلب لي ذلك ؟!
هنا قررت أن احذف اجابتي الصحيحة و اكتب الأجوبة التي كتبتها قبل ١٠ سنوات تلك الاجوبة التي اجنيتها بثمار تعبي و سهري الليالي للحصول عليها
انتهى الوقت و قمت بتسليم الورقة ثم عدت الي المنزل هنا ذهبت الى امي مباشرةً لأخبرها بما حدث و ماذا فعلت في الإختبار اخبرتها بتلك الكلمات التي ظلت حبيسة داخلي و لم يسمعها أحد منذ ١٠ سنوات
هنا ابتسمت امي و قالت: اتعرف يا بني انك محظوظ
اجبت: ماذا لم افهم؟!
ردت امي: انظر يا بني لقد اجتهدت كثيرا و لكن ربما لا تحصل على درجة الهندسة و ذلك يعني أن هذا ليس هدفك الحقيقي ذلك الطريق ليس لك لقد اغلقت الحياة في وجهك بابا ليس لتحطم احلامك بل اغلقته لتخبرك أن مكانك ليس هنا أنت تستحق افضل من ذلك .
تقول لك احيا من جديد اصنع حلما جديدا و اترك ذلك الحلم الذي لا يناسبك تخبرك أن تذهب لترى لماذا خلقك الله لماذا لازالت تتنفس حتى الآن؟!
مهما كان ماحدث اليوم يا بني عليك ألا تفقد شغفك و تفتخر دائما بما حصلت عليه لانك حصلت عليه بجهدك الشخصي و لم تسرقه.
وقفت مذهولا من تلك الكلمات لماذا لم اخبرها قبل ١٠ سنوات بما حدث؟! لو اخبرتها لكنت الآن في مكان افضل مما انا فيه ولكن لا يفيد الندم ضاع الكثير من عمري حتى ادركت ذلك
لكني مازالت اتنفس !! هذا يعني أن مازال امامي الفرصة لاكون افضل لازيل الغبار عني حان الوقت لاتحكم في قصتي و اصبح البطل فيها لأقنع نفسي انني لا اعيش دون هدف لاعود الي شغفي لاحرر لأضيف الألوان الزاهية لحياتي من جديد دون أن اهتم لما يقولوه الأخرون
سأذهب لانام ولكن هذه المرة ليس لأهرب من العالم بل لاستيقظ لمواجهته
استيقظت على صوت أذان الفجر و وجدت نفسي على سريري الذي يكاد يبكي من كآبتي
هنا ابتسمت و نظرت بحنان الى ذلك البيت الذي اخفى بين جدرانه يأسي و ضعفي
قررت أن اشتري بعض الالوان اريد ان اضيف الي حياتي الألوان من جديد حتي لو لم يري احدا لوحاتي و لكن يكفيني شعوري بأنني حي تلك اللوحات ستشهد على ذلك
انا اشعر براحة لم اشعر بها ربما يعتقد الناس انني لم اغير قدري لأني غبي و لكني اشعر بفخر شديد فلقد طرقت الفرصة بابي و لكني قررت أن اواجه الحياة
لقد اتتني الحياة بتلك الفرصة لتهزمني و تفقدتي ثقتي بذاتي و لكني رفضتها ليس لاني غبي بل لأني اردت ان اشعر بالفخر بنفسي اردت أن اشعر انني موجود انني بطل هذه القصة و لست مجرد نكرة
صحيح الفخر لن يطعمني خبزا و لكنه سيجعلني اقوى مواجهة الحياة
الآن استطيع القول انني لست مجرد مصلح سيارات و لكني ذلك الشخص الذي لا يستطيع الأغنياء أن يذهبوا الى اعمالهم دون مساعدته انا اساعد الجميع و افخر بذلك .
و لكن ما يحيرني حتى الآن هل كان ذلك حلم أم حقيقة؟!
بداية جديدة
لم اعلم أن كانت جيدة ام سيئة كل ما اعرفه اني احبها احب كل كلمة فيها ، لذلك لن اعدل حرف فيها ، سأجعلها ذكري جميلة ، لذلك احب ان اكتب في نهايتها بداية جديدة ، لانها منحتني بداية جديدة بعد تأليفها "