Flickr Images

Product :

Popular Posts

الخطاط أحمد حميد (الخط العربى أبو الفنون الإسلاميه)




تميزت الفنون الإسلامية بميزات الإسلام، وانطبعت بطابعه؛ بحيث انعكست القيم الإسلامية على جمالياتها ودقائقها، وصار الفكر والفنون في رحاب الإسلام وجهين لحقيقة واحدة.. حتى أصبحت “الفنون الإسلامية” أحد المداخل المهمة لعالَم الإسلام الفكري والحضاري، كما نلمس في تجارب جارودي وهوفمان وغيرهما.. في هذا الحوار نتوقف بتأمل وتدبر مع واحد من أهم الفنون الإسلامية- أو “أبوها”، بتعبير ضيفنا- وهو الخط العربي؛ وذلك مع الخطاط أحمد حميد الذي جمع في مسيرته بين الاهتمام بالخط العربي وبين الدعوة إلى الله تعالى كتابة وخطابة وفقهًا، مضيفًا إليهما اهتمامًا بديعًا بالأدب والشعر والمسرح..



الخط العربي هو حقًّا أبو الفنون الإسلامية؛ منه انبثقت، ولخدمته أسست، وبه كُتبت المصاحف (حفظ السطر، بجانب حفظ الصدر) ودونت دواوين السنة، واللغة، والشعر، والفقه والتفسير، وميراث الأمة كله! وكان الخطاطون يتعبدون بالكتابة- قبل المطابع- يرون أنهم يحرسون ثغرًا كبيرًا من ثغور الأمة، وكانوا يُقَدَّرون في المجتمع تقديرًا عظيمًا؛ خصوصًا النوابه من أهله كابن البواب وابن مقلة وياقوت المستعصمي، والمحدثة الفقيهة شُهدة الكاتبة، وغيرهم! وكان من تقدير الحكام لهم أن قربوهم، ومنحوهم الألقاب، وكان من السلاطين خطاطون مجازون، يُشهد لهم بالتألق، ولا تزال أعمال بعضهم محفوظة إلا اليوم؛ شاهدة على مكانة هذا الفن الجميل، الذي تؤومر عليه، واغتيل مع النحو وعلوم اللغة، لولا بعض الغُيُر الذين يعدون أنفسهم جندًا من جند الله تعالى لحماية لغة القرآن، والحرف القرآني الشريف! كان الأزهر القديم محضنًا عريقًا للعلم الشرعي، واللغة العربية- لا شك في هذا- وكنا ندرس الكتب التقليدية الكبيرة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، كما كنا ندرس أول علوم اللغة العربية ووعاءها: الخط العربي، وكان يدرِّسنا أساتذة خطاطون، عندهم معرفة تامة بالخط، وأزعم أن جل أساتذتنا آنذاك كانوا حسني الخط جدًّا، وإن لم يكونوا خطاطين بالمعنى الدقيق! وكنا ندرس خطوطًا ثلاثة (الرقعة والنسخ والثلث) في المرحلة الإعدادية، نُمتحن فيها كما نمتحن في الفقه والحديث والنحو والجغرافيا!

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا