Flickr Images

Product :

Popular Posts

مولد النور والسرور تجلى

 مولد النور والسرور تجلى 

بقلم  إسلام سليم مكاوي



رسول الله يغمرنا حنانك رسول الله في القلب مكانك كنت أود أحيا في زمانك ولا ليس في الأمر اختيار. 

في الثاني عشر من ربيع من عام الفيل، أشرقت الدنيا بميلاد أشرف الخلق والمرسلين، النبي العربي الأمين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وقد كان مولده إيذاناً بولادة النور واقتراب نزول الوحي الذي جاء برسالة التوحيد لتخليص الناس من ظلم الشرك بالله إلى عدل التوحيد وعبادة الله تعالى وحده لا شريك له، فالجدير بالذكر أن المولد النبوي يُشكل حداً فاصلاً في التاريخ، لأنه ولادة لكل ما هو خير. ولد عليه الصلاة والسلام في مكة، حيث أشرق النور المبين منها، وقد جاء إلى الدنيا يتيماً بعد أن مات أبوه عبد الله وهو في بطن أمه، وأرسل إلى البادية إلى حيث مرضعته حليمة السعدية التي عمّ الخير والبركة في بيتها منذ أن أرضعته، وبعد أن ماتت أمه وهو في عمر الستة أعوام، كفله جده عبد المطلب، ومن ثم كفله عمه أبو طالب بعد وفاة جدة، ورغم كل هذه المعاناة التي مرت على الرسول العظيم في طفولته، إلا أنه كان صادقاً أميناً ومجبولاً على أفضل الصفات وأكرمها وأطهرها. يُحيي المسلمون في مختلف أنحاء العالم مناسبة المولد النبوي الشريف بكل فخرٍ واعتزاز، ويُرافق الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة إعلان العطلة، تبجيلاً لعظمة الذكرى وإحياءً لها، فمولد نبي الأمة فيه الكثير من الدروس والعبر التي تُعطي أملاً بالتغيير نحو الأفضل، خصوصاً أن ولادته عليه السلام ارتبطت بالكثير من المعجزات، ففي يوم ولادته أرسل الله تعالى طيوراً أبابيل تحمي البيت الحرام من بطش أبرهة الأشرم، فالعناية الإلهية جاءت مرافقةً لولادته عليه السلام، ومقرونةً فيه. من الأشياء المستحبة فعلها في عيد المولد النبوي الشريف، إحياء سيرته عليه السلام وتعليمها للصغار والكبار وذكر الدروس والعبر التي مرت في حياته، بالإضافة إلى إحياء سنته الشريفة سواء كانت في الأقوال أو الأفعال، فالاحتفال بهذه المناسبة لا يكون فقط بقول القصائد والأناشيد الدينية، وإنما يكون بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة وتفسيرها وعمل السنن التي حث عليها النبي عليه السلام، وكثرة الصلاة على النبي وآله، ومعرفة سيرة حياته، وذكر المعاناة التي مرّ بها عليه السلام في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وخصوصاً معاناته في بدايات الدعوة حين تحمل أذى قريش والمشركين لأجل أن يترك الدين، لكنه لم يفعل وبقي ثابتاً على دعوته لأنها دعوة الحق الصادقة التي تُؤدي إلى الجنة وتُنجي من النار. سيظلّ عيد المولد النبوي الشريف بمثابة منارة نهتدي بها جميعاً ونستمدّ منها الأمل بولادة الخير والحق والتغيير، لأن ولادته كانت إيذاناً بالتغيير الكبير لكل البشر، فهنيئاً لمن اتبع رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا