مقال مشترك بقلم
الأديب محمد ديبو حبو
والأديبة غادة مصطفى
الأسرة والواقع
الأسرة تلك الزهرة التي تتبرعم وتعطي سلالات متشابهة لتشكل ربيعاً يبهج الناظر ..نعم الأسرة هي النواة الحقيقية التي تشكل بنية المجتمع مهما تطورت الحياة و كثرت المفاهيم ستبقى الأسرة إشعاع النور الذي يرسم مسارات الحياة ..
إننا إذا ما نظرنا إلى واقع الأسرة اليوم سنجدها تدور حول مفهوم واحد فقط
وهو البحث عن الوسائل التي تؤمن تحقيق الدخل المادي الكافي بغض النظر عن الاسلوب والنوعية.
لقد أصبحت الأسرة مجرد هيكل خالية من أي قواعد تربوية وأخلاقية في ظل نظام رأسمالي اجتماعي يفتقر إلى أبسط الحقوق والواجبات الإنسانية وفق منظومة رأسمالية تعتمد على جمع الأرقام والمعادلات والحسابات و لا مجال للإنسانية ضمن معادلتها..
فالتركيز حالياً يدور من قبل مسؤولي الأسرة حول موضوع جني المال طبعاً لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع إنما هناك شريحة واسعة من المجتمع تعتمد هذا النظام ضمن معادلة الحياة الخاصة بها وفق معايير خاصة ..
إننا نرى ضمن هذه الدائرة المغلقة في نظام الأسرة ثقافات متعددة الاتجاهات يواجهها الإنسان المثقف والجاهل وفق منظومة القيم والمبادئ والأخلاق التي يتمتع بها. و نتائج هذه المواجهة يحددها الواقع الرأسمالي وثقافته التي ينتهجها.
لكي نحافظ على منظومة الأسرة
علينا أولاً إعادة تأهيلها وفق معايير جديدة تعتمد أولاً واخيراً على دستورنا العظيم
وهو ( القرآن الكريم ) مع مراعاة بعض الاجتهادات التي لا تخل بتلك القواعد ..
الحياة تستحق منا البحث عن وسائل إيجابية سليمة لكي نعيش حياة كريمة
بعيدة عن مدارات النيازك واالشهب المدمرة للقيم والمبادئ والأخلاق
فالمال ضرورة وليس هدف أو غاية ، هو ضرورة لتأمين مستلزمات الحياة. و تحويل مساره لهدف أو غاية هذا يعني أن يتحول معه الإنسان إلى رجل آلي يقوم بجمع الأرقام والمعادلات والحسابات ..
إن مايحدث الآن في ظل تردي الأوضاع المعيشية و البحث عن وسائل الترفيه وعالم البزنس في ظل غياب التوعية الخاصة من قبل مسؤولي الاسرة وأهل العلم والمعرفة والحكماء سوف يؤدي إلى تدمير نظام الأسرة.
ونعتقد أن ذلك ناجم عن مواقع تسعى لهدم الفكر والأدب والثقافة والتنمية والإنسانية.
إن غياب قواعد التربية والتوعية أفضى إلى تقويض الضوابط التي يجب أن يتعامل بها الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم.. وهنا يجب التنبه إلى أمر مهم يعيد بناء ما تهدم ضمن منظومة الأسرة ألا وهو ضرورة العمل الجماعي والتعاون البناء بين جميع الأفراد لتخفيف الأعباء المادية عن الأم والأب وذلك ليتاح لهما وقت أكثر للاهتمام بمشاكل الأبناء الداخلية والتمكن من حلها لعلنا بذلك نتجه نحو المنحى الصحيح والسليم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق