كتب : حسن عيسى
يوسف شاهين المخرج الوحيد الي تعامل مع موهبة فاتن حمامه المتوهجة من غير تنميط او حبسها في قالب معين ولكنه منحها فرصة التلوين والتنوع والاداء النابض بالحياة فقدمها وكأنها سعاد حسني في اربعة افلام بصورة مغايرة تماما لما اعتاده منها جمهورها لعل ابرزها دورها الرائع في فيلم المهرج الكبير امام يوسف وهبي لعبت دور بنت بلد شقية دمها خفيف طويلة اللسان ترقص وتغني بجانب التمثيل طبعا ثم عاد فقدمها في صراع في الميناء كبلطية من بحري حره تضحك دون اي قيود وتصرخ باعلي صوتها ايووووو اسكندراني وترقص علي المعدية بننتهي الجراءه وتملئ الشاشة بهجة وسعادة حتي عندما قدمها في دور صعيدية في فيلم ابن النيل جعلها شخصية من دم ولحم تحب وتصرخ وتتألم كأنسانة طبيعية وليست ايقونة صامتة تكتفي بتسبيل عيونها للشاشة وتكتم وجعها بداخلها وكأنه يمنح موهبتها السجينه قبلة الحياة ولم يفعل كما فعل المخرج حسن الامام وحبسها في دور البنت الكئيبة المغلوبة علي امرها ولا حصرها في ادوار الهوانم والفتاة الراقية التعيسه كما رأها دائما المخرج عز الدين ذو الفقار وهو القالب الذي عشقته فاتن وحبست نفسها فيه بعد ذلك حتي وهي تقدم شخصية فلاحة او خادمة ظلت تقدمها من منطق انها فاتن هانم حمامه كما حدث في دعاء الكروان فمن المستحيل ان تصدق ان ( امنه ) هذه قادمة من الصعيد الجواني في بدايات القرن العشرين ولكنها هي فاتن حمامة بشحمها ودمها بس عامله نفسها( امنه ) واحنا عملنا نفسنا مصدقنها وكدهون لو استمر تعاونهم مع بعض كانت السينما المصرية كسبت مجموعة من الافلام والادوار المتنوعة لفاتن حمامة بعيدا عن ذلك القالب الجامد الذي حبست فيه نفسها كأيقونة للاخلاق الحميدة
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق