مائدة الأسرة والوجبات السريعة
د.عزمي رمضان
شاعر واديب وسفير سلام دولي
إن من أسس تكوين الأسرة السعيدة هو الإلتفاف حول بعضهم البعض والشعور بالدفء الأسري الرائع ومناقشة كل شيء على مائدة الأسرة. والخروج بنتائج ترضي جميع الأطراف...من هذا المنطلق كان لا بد من التقيد بالحضور على موعد وجبة الغداء أو وجبة العشاء حتى تكتمل بهجة الحضور والسعادة التي تملأ قلوب الجميع تجاه الجميع .
هذه العادة الرائعة التي تعلمناها من سيدة البيت حين اخذت من وقتها وجهدها وتعبها وقبل ذلك بطيب خاطرها وهي تصنع لاسرتها هذا الطعام الجميل لتضعه في النهاية لهم من ما لذ وطاب من أصناف الطعام. والطعام هنا هو ليس سد جوع او تناول وجبة وانتهت القصة ولكن يكونوا جميعا على موعد مع حالة من النقاش بما يهم الأسرة وما يتعرض له افرادها خلال يومهم فيأتي دورهم هنا أن يفرغ كل منهم ما في جعبته من أحداث قد حدثت معه اثناء يومه ليتم مناقشتها مع الأسرة والخروج بمردود ايجابي عن ما كان قد تعرض له خلال يومه فمن هنا نجد جميعا أن مائدة الأسرة واجتماعهم هي ركيزة السعادة التي تتمتع بها الكثير من الأسر وخاصة في مجتمعاتنا الاسرية الشرقية....
ولو نظرنا بنظرة ثاقبة إلا مطاعم الوجبات السريعة التي اصبحتا نقبل عليها دون رقيب وحسيب ونسينا مائدة الأسرة فقد أحدث ذلك شرخا في العائلة والأسرة واتزان وضعها.لان ذلك اذهب الالفة وقلت المحبة والاهتمام وأصبح لا وقت لدينا للإهتمام بمواعيد اجتماع الأسرة ونقاشهم اليومي بسبب اعتمادهم على الوجبات السريعة الغير صحية والتي تكون مشبعة بالزيوت المهدرجة عادة . عدا عن مكوناتها التي تضر بالصحة على المدى الطويل وربما القصير أحيانا..فسمومها لا تظهر لنا جليا إلا مع الأيام فتنقلب السعادة بسرعة الحصول على الوجبة السريعة الى كابوس مقلق لا تدري أي شيء في جسدك سيتعطل نتيجة هذه السموم والزيوت وانواع اللحوم المستخدمة والخلطات السرية التي لا يعرف أحد عنها شيء...
والنتيجة النهائية فإن المائدة الأسرية التي تجمع جميع أفراد العائلة هي الأفضل بكل المقابيس وليس كوجبة تتناولها في الطريق أو المواصلات أو المدرسة او في العمل.لأن التواجد الاسري يتواجد في مائدة البيت ويفتقد ذلك مع الوجبات السريعة التي أرهقت صحتنا وارهقت جيوبنا واستنفدت مقدراتنا الإقتصادية الأسرية
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق