Flickr Images

Product :

Popular Posts

اصطدام نيزك

 اصطدام نيزك

 "قصة قصيرة"

بقلم  شيماء حجازي



في هذا اليوم استيقظت باكرا ، أحتسي قهوتي أنصت كعادتي لنشرة الاخبار الصباحية لأتفاجئ بهذا الخبر المفزع الذي زلازل أركاني وارتجفت أوصالي لما سمعته عن سقوط نيزك ضخم سيدمر مدينتي الساحرة ، ستتجمد الملامح رعبا وفزعا وتنقطع الأصوات صرخا ، نستغيث بقوة أكبر من مصيبتنا ، الجميع لايشغله غير أنفسهم  لن يروا  سواها حينذاك ، أين المفر ؟؟  من قوى عظمة يستحيل ايقافها برهة !! تتطاير أحلامنا البائسة وحياة مؤجلة لم نستمتع برغدها ، في لحظة يأس تأخذني لم يخطر ببالي أنه سيتغير العالم من حولي بهذه السرعة !! لحظة استسلام لواقع مفزع ، وأنفاس تضيق وتحبس شهيقها وأناس تغيب عن الوعي ،من هول ما يرون وأطفال باكية فقدت أبويها ،أرى التشرد في مدينتي المنكوبة!! ترى ما الحل لعودة الحياة مرة ثانية؟! 

الجميع يموتون وهم مازلوا يتنفسون وقلوبهم تنبض رعبا ، مهددون بين اللحظة والأخرى بالموت حتما الأمر جلل !! حتى أنا واقفت التقط اللحظات الاخيرة هنا وأوثق حالهم وفرارهم ،لكن ليس بكاميرا تصوير أو جهاز يبث مباشر من قلب الحدث لأنقل للدول الأخرى كارثتنا ، وإنما الأمر أعظم بكثير أنه يشبه نهاية العالم الذي لم يكن بالحسبان أو أنه أصبح بالقريب منا ونحن في غفلتنا لهون !! سيقضي على البشرية في غمضة عين ، ستنتهي حضارتنا وتاريخنا ،كحرب تسحق كل شيء ،عدو يصعب محاربته والتصدى له؟! حجر ضخم ملتهب يقطع سماءنا يرمي نيرانه  ببلدنا ليقضي على الأخضر واليابس ، ليس له جهة محددة سيسقط في أى جهة ، سرعتة تتزايد ولا يمكن ايقافه يقترب منا ، يزيد الفزع بين الناس يهرولون يختبئون ، وجوههم أصبحت شاحبة ، يتصببون عرقا ، ومن الجانب الاخر يحذر المسؤلون من خطورة الموقف يقفون عاجزون مكتفة أيديهم لما يحدث ، ينظرون لبعضهم البعض في ذهول واستغراب !! الصمت يملأ المكان الجميع يترقبون ؟! تقوم الشرطة بدورها في بث الامن و الأمان بقلوبهم وإن كان الوضع القائم لايطمئن أحدا ، المحلات التجارية والمقاهي فارغه من الناس ، توقفت الحركة تماما أصبحوا كتماثيل فقدوا الحياة !!، أسمع همهمات وهمسات تضرع لكشف البلاء ، منهم من يقر بذنبه ويسأل الغفران، ومنهم من يبكي ويرفع يديه للسماء ؟! حالهم بين النادم والمستغفر ومن يعض على يديه حسرة على ما اقترفه ، في هذه اللحظات المهيبة تصفو النفس وتتصالح مع ذاتها تتجرد من بطشها وجرمها !! الجميع هنا يد واحدة متكاتفون لا عنصرية بينهم الجميع سواسية جمعهم حب الحياة، وزلزل كيانهم الخوف عرفوا معنى الأمان في أوطانهم ، يحتضنون أحبتهم وأطفالهم خشية الفراق والموت !! يودعون صخب الحياة ومتعها الزائفة ، بين الحين والاخر ، الأمل أصبح ضعيفا بل منعدم تلدغهم عقارب ساعتهم ؟! تتوقف حركة السيارات والشاحنات الكبيرة فوق الكبارى  تزدحم الطرق كل شيء اختل من حولهم وتوقف سيره !! والأكثر غرابة أن لا أحد يتشاجر مع الاخر الجميع يلتمس العذر للاخر ، أنه الموت الذى أراه بأعينهم في هذه اللحظات العصيبة ، جعل تفكيرهم منحصرا كيف تعود بنا الحياة مستقرة كما كانت قبل ذلك ؟! وفجأة ظهر النيزك مارا بسماءنا فوق رؤوسنا  تتعالى الصرخات !! والجميع يفرون بين أزقة الشوارع يتكدسون بها ، يشاهدونه برعب لكنه قد أخذ اتجاها  اخر بعيدا عن المدينة !! ليسقط في المحيط لتدب الحياة من جديد بقلوبهم ، وتعالت انذار السيارات فرحا بعودة الحياة ، لحظات فارقة ربما غيرت الكثير بداخلهم ، كانت حربا نفسية خلفت ورائها دروسا عظيمة ، قبل الانتقال من الموت للقاء مع الحياة مرة ثانية .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا