خواطر سليمان

 خواطر سليمان  

بقلم سليمان النادى 

إنه الله 

دخلوا على قائد الجيوش الإسلامية في بلاد الشام "أبو عبيدة بن الجراح" في غرفته ، فلم يجدوا إلا سيفا معلقا ، وقدر ماء مغطى برغيف خبز ، وجلدا يجلس عليه ، فقل له ياأبا عبيدة ما هذا ؟ 

قال هو للدنيا وعلى الدنيا كثير ، إلا يُبلغنا المقيل . 

كن زاهدا فيما في أيدي الناس يحبك الناس ويجّلوك ، وإرغب فيما عند الله يحبك الله ... 

واعلم أن كل الخزائن عند الله الغني ، خزائن السعادة عنده وهو وحده من يملك أن يسعدك .. 

"وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم." 

الحجر ٢١

خزائن الصحة والعافية ، بيده سبحانه وحده وهو من يعافيك ولا يبتليك ... 

" وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " 

الشعراء ٨٠

وخزائن المال ، ملكه وحده يهبه لمن يشاء ، ويمتعه من يشاء ، هو الغنى الذي يملك غناك ، وهو من يملك أن يفقرك ... 

" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " 

ال عمران ٢٦

خزائن الهداية بيده سبحانه ...

فلا تطلبها من غيره

" قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ " 

البقرة ١٢٠

فإذا ما أدركت بحق معنى اسم الله الغني ، ساعتها ستدرك شدة فقرك وحاجتك وضعفك وفاقتك إليه وكونك من أنك لا شيء بدونه سبحانه .. 

ولولا أن هداك الله ورحمك فمن ذا الذي كان يستطيع أن ينتشلك من الجهل به إلى معرفته ومن ظلام البعد عنه إلى نور قربه ..

هنا فقط وحتما سينفطر قلبك وتذرف عيناك وستنعم بكمال غناه جل و علا وتنزهه عن النقائص و أنه واحد لا شريك و لا ند له ، وستهتف من قلبك بقوله تعالى ... 

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ " 

فاطر ١٥