Flickr Images

Product :

Popular Posts

حكاية محمود

 حكايةُ محمود

د.أسامة مصاروه 



فرَّ محمودٌ كما اللصِ الخطيرِ

من بلادٍ دونَ عدلٍ أو نصيرِ

كانَ يحيا عندَ غُربٍ في سعيرِ

فغريبُ الدارِ ذو وضعٍ عسيرِ


كانَ محمودٌ شجاعًا وفتيّا

في بلادٍ جعلتْ منه شقيّا

رُغمَ هذا لم يزلْ في القلبِ حيّا

عشقُ أرضٍ كانَ يهواها صبيّا


ذاتَ يومٍ قالَ في حزنٍ كبيرِ

ما الّذي أعرفُ حقًا عن مصيري

فمصيري غامضٌ مثلَ مسيري

وَبلادي في ضياعٍ مستطيرِ


صلَفُ العيشِ وأحزاني وفقري

كلُّها صفرٌ إذا قيستْ بقهري

ها هنا شكٌّ بأخلاقي وفكري

وأشقائي يشكّونَ بأمري


يا إلهي كيفَ أحظى برجوعي

لبلادي وَدياري ورُبوعي

فاضتِ الأجفانُ من سيلِ دُموعي

ضقتُ ذرعًا بخنوعي وخضوعي


بعد قهرٍ دامَ عمرًا بل ودهْرا

ودُموعٍ فتّتتْ قلبًا وصخْرا 

عادَ محمودٌ إلى الأوطان برّا

علّهُ يحيا عزيزَ النفسِ حُرّا


هلْ سأحيا من جديدٍ في سلامِ

هلْ ٍسأحظى بأمانٍ وانْسجامِ

بينَ أهلٍ وأشقاءٍ كرامِ

سألتْ عيناهُ أسرابَ الحمامِ


عادَ لا يذكُرُ كمْ عامًا تولّى

كلُّ ما يذكُرُهُ كلٌّ تخلّى

عن ضميرٍ بِسُكوتٍ أوْ تسلّى

بكلامٍ لا فعالٍ تتجلّى


عادَ لكنْ كانَ سيفٌ في السفارَهْ

دونَ ذنبٍ غيرِ ذمٍ للإمارَهْ

أيُّ خزيٍ لمفاهيمَ الحضارَهْ

لنظامٍ فاسدٍ أرجو احتقارَهْ

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا