يقول الفنان يامن شما لودفيغ فان بيتهوفن هو أعظم عباقر الموسيقى الأوروبية على مر العصور، فهو صاحب أعمال موسيقية خالدة في تاريخ الموسيقى، وتشمل مؤلفاته 9 سيمفونيات طويلة و5 مقطوعات صغيرة للبيانو وواحدة للكمان، و32 “سوناتا” و16 مقطوعة وترية، تمكن من تأليف معظمها وهو أصّم، فاقد السمع، وهي معجزة بكل المقاييس، تدل على إرادة حديدية، فهو الموسيقار الأصّم الذي أسمع العالم أعذب الألحان
ويقال إن بيتهوفن الذي عُرف باعتزازه الشديد بنفسه، سئل ذات مرة أثناء وجوده في أحد قصور النبلاء، حيث كان يمارس عزف الموسيقى بأجر، عن مصدر لفظ “فان” في اسمه، والذي يساوي في اللغة الفرنسية لفظ “دو” الدال على نبالة الأصل، وقتها، فأجاب مشيرا إلى قلبه “إن مصدر نبالتي هنا”!
وُلد لودفيغ فان يوهان بيتهوفن في 16 ديسمبر 1770، في بلدة تسمى “ميشيلن” جنوب الإمبراطورية البروسية آنذاك “ألمانيا” حاليا، وهي تتبع بلجيكا الآن، لأسرة تضم عدة أبناء كان عائلها يعمل بتدريس الموسيقى لأبناء النبلاء، ثم انتقل “لودفيج” في صباه مع والديه للعيش في مدينة “بون”، وظهرت موهبته الموسيقية في سن مبكرة، حيث درس العزف على البيانو على يد والده فان يوهان بيتهوفن، وكان الأب معروفا بالشدة في تعامله مع ابنه، حتى قيل إن الابن كان يعزف باكيا بسبب شدة أبيه عليه أثناء تعليمه.
قدّم بيتهوفن أول حفلاته الموسيقية المعروفة في الثامنة من عمره في مدينة “كولونيا”، كما قام بنشر أولى أعماله وهو في الثانية عشر من عمره عام ، وعومل منذ صباه باعتباره “عبقريا صغيرا” مثل نظيره ومعاصره الشهير وولفغانغ أماديوس موتسارت، غير أن الاثنين لم يلتقيا أبدا.
وسافر الشاب “لودفيغ” عام 1787 إلى العاصمة النمساوية فيينا للمرة الأولى في حياته لدراسة الموسيقى، التي كانت عاصمة الفن في أوروبا وقتذاك، ثم عاد إلى “بون” بعد أسبوعين من وصوله إلى المدينة بسبب مرض أمه، التي سرعان ما توفيت بعد وقت قصير، وأدمن والده بعد موتها تعاطي الكحول، ونتيجة لذلك، أصبح لودفيج مسؤولا عن رعاية أخوته الصغار، فاضُطر للبقاء في “بون” لمدة 5 سنوات لإعالة الأسرة التي عانت من الفقر بعد تدهور أحوال الأب، الذي توفي بعد بضعة أشهر حزنا على زوجته.
وتتلمذ “لودفيغ” في فيينا على يد الموسيقار المعروف جوزيف هايدن، إلا أن خلافات ونشبت بينه وبين معلمه، فبدأ يتنقل بين معلمين آخرين، ما ساهم في صقل شخصيته الموسيقية من خلال مدارس فنية مختلفة أفادته كثيرا فيما بعد.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق