Flickr Images

Product :

Popular Posts

مات الحب

 مات الحب 

. قصة قصيرة

بقلم  ناصر صبحى 



لم تكن تلك هى المرة الأولى  التى سوف تراه فيها ، بل رأته مرارا وتكرارا فى خيالها ورسمت له لوحة جميلة فى ذهنها، وقد حان الوقت كى ترى فارس احلامها وتصافحه وتتحدث معه وتنظر الى عينيه، أخيرا سوف تقابل صاحب الأسلوب العذب وملك الرقى والرومانسية المحترمة، رسمت له لوحة من نسج خيالها ومن محادثات دامت اشهر طويلة عبر هذا العالم الإفتراضى والتى لم تصدق ابدا انها وجدت ما تبحث عنه بداخله، وجدت الرجولة والوسامة والذوق الرفيع، وجدت طويل القامة كى تمشى بجانبه ملكة وحارسها يحميها، وجدت الأناقة التى تجعل كل اقرنائها يشرن لبعضهما البعض عليه وهو يسير بجانبها فى رحلات السفارى او الشوبينج او النادى 

وها هو الموعد الذى اتفقا عليه قد حان، ليصادف يوم عيد ميلادها الثالث والعشرون ،  لم تنام ابدا طيلة الليل والتفكير فى تلك المقابلة، حتى وجدت نفسها تكتب له كى يضع وردة بنفسجية اللون  داخل جيبه اليسار وهى تمسك بيديها نفس الوردة ونفس اللون البنفسجى، ولكن سرعان ما ارتابها القلق فقد فتح رسالتها ولم يرد عليها وقضت ليلتها فى حيرة شديدة من أمرها حتى نامت واستيقظت  وإرتدت اجمل واحلى واثمن الملابس والزينة عندها ..فهذا موعد ورؤية فارس الاحلام التى انتظرته طويلا ، ثم انطلقت بسيارتها الفارهة تجاه النادى الذى تم الإتفاق عليه ونزلت من السيارة ثم دخلت وخطواتها تتثاقل شبئا فشيئا وقلبها ينبض سريعا؟  ولما لا؟ فهى انسانة رقيقة أيضا وصاحبة أحاسيس ومشاعر جياشة وعندما احبت،  احبت بقوة وبصدق وإخلاص .

وما أن دخلت وإقتربت لتنظر بعينها تبحث عنه ولكن فجأة تحجرت أرجلها مكانها وتغير لون وجهها وإرتبكت من هول المفاجأة عندما نظر اليها فى نفس اللحظة ذلك الشخص الذى يجلس على كرسى متحرك وصاحب الوردة البنفسجية ذاتها ليجدها تلقى بالوردة التى بيديها على الأرض وتدوس عليها بقدمها ثم تلتفت وتستدير الى الخلف وتمضى مسرعة لتخرج من نفس الباب الذى دخلت منه منذ دقيقتين فقط، وهنا يراهما النادل الذى كان يضع  تورته عيد الميلاد الأنيقة على منضدة الطعام ويندهش مما رآه واقترب منه ليجده مغمض العينين ليرفع ذراعه ويضع اذنه على قلبه ليصدم عندما لا يسمع نبضاته وتيقن حينئذ انه قد فارق الحياه  ليجرى مسرعا خلف تلك الفتاه ليخبرها، ولكن لم يلحق بها فقد فات الأوان وركبت سيارتها وانطلقت مسرعة حتى أختفى أثرها ، وعندئذ ضرب النادل بكفيه على بعضهما البعض ويقول بصوت مرتفع من شدة الذهول .. " تركته مسرعة ومات مخلصا لها وإنا لله وإنا اليه راجعون وعلى الدنيا السلام"  – تحياتى

 تنويه هام ..حقوق الطبع والنشر محفوظه للمؤلف بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية مصر

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا