Flickr Images

Product :

Popular Posts

أهداب لا تنام

 أهداب لا تنام

 الأديبة/حنان فاروق العجمي



يمضي أمامها يوم كَكُل يوم....

 تَدُق الساعة دقات متتالية ....

تتحرك عقارب الساعة ...

انتهى نهارها وارتدى لباس الليل الأسود وأسدل ستاره على غرفتها الساكنة ...

تخلع ملابسها لتستعد للنوم..

 وكأنها تنزع عنها هموم يوم مضت ..

ترتدي رداء الصمت ولكنها دومًا مُتأهبة لأحداث أخرى وزخمٍ يملأ رأسها 

تبكي وتتوسل فقط تريد أن ترتاح قليلًا..

فقط ترغب ببعض الهدوء لماذا استكثرت الدنيا عليها لحظات من الراحة

قوة خفية تسري بجسدها تهدم فيه تُحطِّمه تستسلم وتبكي وتبكي ..

وتعود فتتوسل لأهدابها لتنغلق وتطفئ الأنوار داخل عينيها وكأنها لا ترغب بشروق الشمس فقط ليل متواصل ...

ظلام يجتاحها تتحدث لنفسها وتعترف ...

لا يوجد حياة لأعيشها ..كل ما أوده هو الرُقاد 

هذا الجسد الهزيل يصرخ ...

كفى ألمًا كفى عذاب ..

هذا القلب المتحجر مكانه

 الأصم يرغب بالتوقف

 ولكن عقلها يركله بقسوة ليفيق من سباته

يعزف القلب والعقل سيمفونية حزن متواصلة لا تنقطع ولا تمل على أوتار عالم يسجنها داخله إلى ما لا نهاية

تتخبط يمينًا ويسارًا يقذفها لأعلى ثم يتركها لتسقط فترتطم بأمواج بحر لُجي 

تصرخ بأعلى صوتها...

 لا أحد يسمعها سوى السماء ..

يطفو القمر على سطح بحرها ...

تسبح وتقاوم ارتطامها بالصخور ....

وتواصل سيرها على صفحة الماء الرمادي  لتلمس شعاع قمرها....

 رُبَّما ينبض داخل عروقها أمل جديد....

 أو قد تعيش حلمًا يتجدد تصبو الخيال....

ولكن مُحال ولن يتغير الحال .....

تجذبها وسادتها لتقتات دموعها ...

يتحدث الركن الذي تلجأ إليه ...

مكانك هنا...

 لا مأمن لكِ بهذا العالم سوى بين أحضاني والليل ستارنا..نختبئ فيه ..

نشكو همومنا أو قد لا نشكو...

 يكفي أنه لا يوجد مَنْ يراقب عيوننا وأحوالنا

 أنا رُكنُكِ الصامت الأبدي ...

أفهم كلامك ..أفهم صمتك ..ضعفك غضبك صراخك خوفك...

 أنا هنا مكانك  وسكنك بكل الأحوال.....

 ترتمي على الفراش ...

تُلملم رداءها ليُغطي جسدها البارد ...

لعلها تتخلص من تلك القشعريرة التي تصيبها وتشعر ببعض الدفء قليلًا فقط لتنام .....

هذا هو مطلبها فقط أن تنام وينتهي العالم حولها ويركن للسكون.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا