Flickr Images

Product :

Popular Posts

الأنفاس الأخيرة

 الأنفاس الأخيرة

قصة قصيرة 

بقلم  رشاد على محمود 



لم يشفع لي عنده تصبب العرق؛ شعرت بأنها آخر أنفاس لي في الحياة؛ فقد دخلت ما يشبه زنزانة مظلمة سوداء؛ وهو لازال يضغط على عنقي بكلتا يديه؛ يا ألله ما هذين الكفين وكأنهما ذراعي آلة؛

 فأنا لم أرى مثل ضخامتهما؛ ظللت اكافح بكل قوتي؛ حتى أتمكن من دفع هذين الكفين بعيدًا عني؛ وأشعر بأن الحياة قد وهبتني قوة إضافية؛ بجانب قوتي الحقيقية؛ إنها الحياة فنحن نتمسك بها رغم قسوتها؛ ورغم كل شيء؛ أخيرًا ويبدو أنه شعر بأنني قد أموت خنقًا؛ في ذات اللحظة والتي مر بجوارنا أحد من يشبهه تمامًا؛ ولكن في الملامح والهيئة فقط؛ فمن حسن الحظ ان يمر احد في هذه اللحظة الصعبة علىّ؛ فهناك من يكاد ان يرتكب جريمة قتل؛ وهي قتلي انا؛


 خفف قبضة كفيه ولكنه لم يرفعهما ولم يترك عنقي؛ وحين مر بجوارنا الشخص الشبيه له تمكنت من ان ارمقه بطرف عيني اليمنى؛

وكان جميلًا ويبدو انه طيبًا أيضًا؛ فقد تمكنت من رؤية وجهه؛ كان بشوشًا برغم الحزن  الذي يكسوه وكانت عيناه  زرقاوتان كموج البحر؛ على العكس تمامًا من عيني هذا المأفون؛ والذي يحمل في سحنته عينان فظيعتان ويجعلهما اللون الأحمر القاني أشد فظاعة وأشد فزعًا؛


يكاد ان يقتلني بقسوته وثقل يديه؛ ولكن شبيهه وعند مروره؛ إبتسم لي إبتسامة حزينة؛ نعم فأنا اعلم عن الحزن بأكثر مما هو يعلم عن نفسه؛ فهو من مقومات الحياة؛ الأساسية بالنسبة لي؛ فيبدو أن هناك شيئًا جبارًا هو ما يمنعه عن في الزود عني وإنقاذي من هدا المعتوه؛ فقد قرأت الإجابة في هذا الوجه الحزين؛ رغم اللمحة القصيرة؛ عندما حانت منه إلتفاتة نحوي؛ 


حينها وبالكاد تمكنت من أن أسأل هذا المعتوه والذي يكاد ان يقتلني؛ ماذا تريد مني؟؟ فأنا لا أعرفك!! فابتسم إبتسامة ساخرة؛ ثم تحولت الإبتسامة في اللحظة ذاتها إلى قهقهة؛ إرتج لها المكان؛ وكادت ان تخفق لها روحي؛ ثم قال بصوت جهوري بل انك تعرفني تمامًا؛ وأنني صديقك اللدود؛ وانت تحاول التملص مني؛


فأجبته اولا اللدود هذه لاتطلق إلا على العدو؛ فمن أين لك بعداوتي؟! فأجابني؛ اخبرتك أنني انا معك كظلك ولن اتخلى عنك؛ فأنت بالنسبة لي صيد ثمين؛ وكنت قد ضقت ذرعًا من حديثه الذي طال؛ وانا لم أفهم منه شيئًا؛ وبالفعل انا لا أعرف هذه السحنة الفزعة؛ فقال لي لن أتخلى عنك مهما فعلت؛ عليك أن تتقبل ما إخترته انت بنفسك؛ فاجبته ماذا تعني؟ أو لست انت الذي إختار هذا العمل والذي تتبرم الآن من زملاء لك به ؟

 ولكني لم أختار!؛ الإختيار يكون عند تعدد الأشياء وأنا لم يتح لي فرصة الإختيار وكل ما هنالك أنها كانت فرصة العمل الوحيدة المتاحة أمامي؛

فكشر عن أنيابه وقال لي لا تحاول أن تجتهد فكلما إجتهدت سأفسد لك أعمالك وهنا صرخت بأعلى صوتي من أنت من أنت؛ فاجاب اتعلم من الذي مر بجوارنا منذ قليل ولم يعرك إهتمامًا؟

 كلا ومن أين لي أن اعلم إنه حسن الحظ ياصديقي وانا سوءه سنظل دائمًا صديقين؛


وكانت زوجتي قد فزعت لصرختي وظلت تربت عليَّ ثم اتت لي بكوب من الماء وسألتني ماذا حدث؟؟ فاجبتها يبدو أن سوء الحظ لا يكتفي بتواجده معي في صحوي فقرر زيارتي في منامي أيضًا؛

يا له من كابوس مزعح



ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا