المسبحة
بقلم السيد فريج
استدان وتملَّكَ قصرًا وحديقةً وأضواءً و سيارة، وكان قد تزوَّج من أخرى ثريَّة طمعًا في مالها فخاب ظنُّه؛ وزادت المصروفات واقترض واستدان، ولم يسدد، كبر الأبناء من الأولى والثانية، أفواهٌ مفتوحة؛ تزيد الطلبات والحاجة، فِكْرٌ دائم، وهمُ مقيم، ماذا غدا ؟، الجيب من المال خالٍ، أبناءُ الثريَّةِ تزدادُ طلباتُهم ورغباتُهم وتحجرُ قلوبُهم، بيْنما الآخرون جوعْا يئنون، يتمردُ الجميع، يسير في السوق مرهقًا، في تفكيرٍ دائم، ماذا يفعل؟، يُرضي من و يسترضي من؟، المدينون بيْن ملحٍ ومهددٍ بالفضيحة، يدورُ ويلِّفُ في السوق، وأول الشارع يلمح بعضَ أبنائه ينتظرون، ومن محلٍ إلى آخر، لا بيْعَ ولاشراءَ فكلُّ السلع قد طالها الغلاء، يتصببُ عرقًا، وعلى المسبحة يضغط لينقل إليْها ضغطًا وقع على رأسِهِ فدقَّ عنقُه، بيْن مطرقةِ المطالبِ وتمردٍ غالب، وهَمِّ الديون وضعفِ الموارد، يضغط على المسبحة أكثر فتدفع حباتها بعضُها بعضًا، تصَلَّبَت كأنها خُشُبٌ، غائبٌ عن الوعي يسير، ينبهُهُ أحدُهم المسبحةُ قد تفرط، فلا يسمع ولا يعي ويزدادُ الضغطُ النفسيُّ، وعلى المسبحة يضغط، التحذيراتُ تتوالى، وكادت أنْ تفرُط، وفرطَت! …
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق