Flickr Images

Product :

Popular Posts

صمت الحب

 صمت الحب

بقلم/ سالي جابر 



« دياجين، روحي، أتنفس، رماد» 

« عشرة سالب تسعة، واحد ضرب واحد»

شخبطة أفقية بقلم فسفوري على الجزء الأسفل يسار أخر صفحة في الكتاب.

هذا ما وجدته في ذاك الكتاب الرائع الذي أستعرته منه، فهو مولع بالقراءة، شغوف بالكلمات، يستطيع تحريك قلبك وعقلك معًا من كلمة واحدة قالها، يرفض تمامًا أن يُعير أحد كتابه، لإنه يؤمن بأن ما يُخبأ في سطور كتابه، ويظلله قلمه، ما هي إلا كلمات استشعرها فؤاده، وآثارت نبضات قلبه، وأزاحت غمامات روحه، ترددت في طلب الكتاب منه؛ لكنه لم يتردد في إعطائه لي، لكن ما لا أفهمه؛ أنه وقف لحظة بعيدًا وأدار لي ظهره ثم أهداني الكتاب ببسمة الكاتب الذي أستعصت عليه كلمة ووجدها أخيرًا.

حملت الكتاب فَرِحة به، متأهبة للقراءة، وأحضرت قلمي وأوراقي، وفنجان قهوة برائحة الهدوء، تُسَطر الكتاب بحبات اللؤلؤ المنثور، وشعرت بعزلتي عن العالم؛ لا أسمع ولا أرى إلا حروفه، وكأنني لوحة الكهف للرسام فان كوخ، وبدأت اقرأ، تأثرت كثيرًا بتلك الرواية، وما أدهشني أكثر بعض الكلمات الملونة باللون الأرجواني الفاتح، التي لا علاقة ببعضها، وهي كقاريء مثله معانيها واضحة وضوح الشمس في ظهيرة الصيف، غير تلك المعادلة المكتوبة في أخر صفحات الكتاب التي لا أفهمها، بينما أعجبت كثيرًا بالرواية، إلا إنني تركتها جانبًا لأفهم سر تلك الكلمات.

وبعد حوالي سبعة أيام أعدت له روايته وشكرته وأبديت إعجابي الشديد بها، لكني وجدته يكتب كلمات بالغة الجمال تقول:

    "دياجين الهواء تحركني بشدة إليها، يتوقف قلبي أمام عينيها وأبتسم، فيا روحي لا تتركين الأرض وفي سمائها تسبحين، فإنها الشمس بنورها ودفئها وإذا اقتربت منها احترقت وسرت رمادًا في محبة قلبها يرتجي، فإني بقربها لا أتنفس إلا الحب والخوف والفقد ولا أشتكي"

 كيف استطاع من أراد الصمت عنوانًا لحياته أن يأثر قلبي هكذا؟!

 ‏فأنا الثرثارة الضحوك التي لا تترك مجالًا إلا وتتحدث، ولا تترك خطوة إلا وبها ضحكة، أثارني صمته، وأعجبني هدوءه، ومازلت أتساءل هي يمكن أن تبدع لغة العيون وتنطق بما لا يقوله اللسان؟!

 ‏ومنذ ذاك الوقت وأنا عشقت القراءة، وأحببت الكتابة، وأدمنت رؤيته، وأحببت الصمت.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا