Flickr Images

Product :

Popular Posts

وقالت نملة

 وقالت نملة 

كتب / عبد الناصر سيد علي



القرآن الكريم زاخرٌ بالكثير من العبر والعظات ، وآياته المجيدة مشاعل نور للبشرية جمعاء ،فيه دستور شامل لإقامة حياة سوية كلها أمل وإشراق  ، من جعلها قائده فاز في الدارين ، ومن تولى فإنما وُكِّل أمره إلى نفسه ، ومن بين هذه الآيات المجيدة قوله تعالى بسورة النمل آية " ١٨ " ( وقالتْ نملةٌ يَاأَيُّها النملُ اُدْخُلوا مساكنَكم لايحطمنَّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون ) يالها من نملة عظيمة تعلمنا بفطرتها التي فطرها الله عليها دروساً ودروساً في فن القيادة ،بل في فن التعامل أيضا فتراها قائدة بالفطرة:

١- ( قالت )  أي أنها نملة إيجابية رأت خطراً  يداهمها وزملاءها فلم تسكت عنه، ولم تتهاون به ، بل سارعت بتحذير تابعيها  لأخذ الحيطة  خشية الوقوع في هذا الخطر.

٢- ( ياأيُّها النملُ )  صاحت منادية زملاءها  وحذَّرت الجميع فليس لديها أدنى محاباه لتحافظ على أحدٍ وتترك الآخر يواجه مصيراً مجهولاً ، بل الكل عندها سواسية، فتتعامل بمبدأ العدالة مع الجميع.

٣- ( اُدخُلوا ) أمراً مباشراً لا تردد فيه، ولا انتظار المبادرة من أحدٍ ،بل أخذت هي زمام المبادرة وهكذا القادة ساعة الخطر ، وهنا يأتي دور الثقة في القائد وقدراته، فهو الدافع لتنفيذ الأمر دونما تقاعس ، فعلى الفور قام النمل بتنفيذ المهام المنوطة به ، والانصياع لتعليمات القائد الثقة.

٤- ( مساكنَكم ) لم تترك تابعيها يتيهون ، وخاصة أن الخطر أحاط واقترب منهم ،ولكن حددت لهم الوجهة الصحيحة والمكان الآمن الذي يلجأون إليه ، ويحتمون فيه.

٥- ( لايحطمنَّكم ) حددت لهم نوع الخطر حتي يستعدوا لمواجهته.

٦- ( سليمانُ وجنودُه ) بينت لهم مصدر الخطر  ، وأيضا أوضحت حجمه ليس فرداً ولكن

"جنود" بمعنى جماعة  .

٧- ( وهم لا يشعرون ) هنا نقف لحظة ياسادة  فهذه النملة تعلمنا أفضل درس في أمانة

القول ،وأمانة الفعل،بل أمانة الفهم أيضا  بعدم ظلمها لسليمان وجنوده ،وقد أوضحت بأنهم ساعة الاعتداء عليها وباقي النمل لم يشعر سليمان وجنوده بهذا الاعتداء  وأن هناك كائنات متضررة بقدومهم ، فلم يكن اعتداءً متعمداً .

وهكذا تقدم لنا النملة دستوراً في فن المعاملات ، وأصول القيادة في آيةٍ لم تتجاوز  كلماتها العشر كلمات .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا