Flickr Images

Product :

Popular Posts

الكاتب" أحمد عبادة" يكتب( حكمة الله فى إنزال الأبتلاء واسباب دفعه فى القرآن الكريم)



من أصول الإيمان أن نعتقد أن الله تعالى حكيم في جميع أفعاله؛ لا يفعل شيئًا إلّا لحكمة تامّة؛ عَلِمَها مَنْ عَلِم، وجَهِلَها مَنْ جَهِل؛ ومن ذلك إنزال البلاء بالعباد؛ فاللهُ تعالى لا يُنْزِل البلاءَ عبثًا، حاشاه -سبحانه-، وإنما يُنْزله لحِكَمٍ عظيمة جليلة بيّنَها في كتابه وسُنة نبيّه -صلى الله عليه وسلم-.


وبعيدًا عن التأويلات الفجّة والساذجة التي شاعت بين الناس لالتماس حديث القرآن عن فيروس كورونا؛ في محاولة منهم للإجابة عمّا تثيره تلك الأزمة في عقولهم وأنفسهم من أسئلة عن حكمة إنزال هذا البلاء؛ فإننا ننظر إلى هذا الوباء بصورته الحقيقية؛ وهي أنه داء وبلاء يبتلي اللهُ تعالى به العباد لحِكَم عظيمة أخبرنا الله تعالى بها في كتابه؛ كما أخبرنا كذلك بأسباب دَفْعِه والنجاة منه.


وإذا كان إنزال البلاء إنما يقع كالداء؛ فمعلوم أن الله تعالى ما أنزل داء إلّا أنزل له شفاء؛ فإذا أنزل اللهُ تعالى بالعباد بلاء من داء أو مرض ونحوه فإنه يبيّن لهم أسباب دفعِه ورفعِه؛ وسوف نحاول في هذه المقالة أيضًا أن نبيّن أسباب دفع البلاء ورفع الوباء في كتاب الله تعالى،


. إنزال البلاء لرفع درجات المؤمنين الصابرين الصادقين:


فمن ذلك ابتلاء الله تعالى عباده المؤمنين الصادقين بالجهاد في سبيله، وفيه صنوف من الأذى والابتلاء بالقول والفعل، وأذى في الأموال بنقصها وهلاكها، وفي الأنفس بالجراحات والأسقام والأوجاع والقتل؛ قال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[آل عمران: 186].


وبيّن أن ذلك الابتلاء إنما هو لحكمة اختبار صبرهم وعزيمتهم، وبه تُرفع درجاتهم، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: 142].


قال الرازي: «اعلم أن حاصل الكلام أنّ حُبّ الدنيا لا يجتمع مع سعادة الآخرة، ...وأيضًا حبّ الله وحبّ الآخرة لا يتمّ بالدعوَى، فليس كلّ مَن أقـرّ بدين الله كان صادقًا، ولكن الفصل فيه تسليط المكروهات والمحبوبات؛ فإنّ الحبّ هو الذي لا ينقص بالجفاء ولا يزداد بالوفاء، فإنْ بقي الحبّ عند تسليط أسباب البلاء ظهر أن ذلك الحبّ كان حقيقيًّا، فلهذه الحكمة قال: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة بمجرد تصديقكم الرسول قبل أن يبتليكم الله بالجهاد وتشديد المحنة، والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مجلة النجوم
تصميم : يعقوب رضا