يقول أحمد لطفي أن الإعلام وسيلة تعبر من خلالها كل جهة عن أفكارها وثقافتها وتوجهاتها، ومن هنا تنوعت توجهات الإعلام؛ فكان منها ما يختص أو يميل إلى الرياضة أو الاقتصاد أو السياسة أو القضايا الاجتماعية أو الدينية، وبعض وسائل الإعلام حملت أفكار تيارات بشريَّة كبرى حققت انتشارًا واسعًا بين البشر كالشيوعية والرأسمالية، وفي هذا الوسط أخذ المسلمون مكانهم بصفتهم شعوبًا أو حملةَ دين وأصحابَ حضارة عريقة لها خصائصها السياسية والثقافية والاقتصادية والعلمية، وتبعًا لهذا التنوع ظهرت التصنيفات والتسميات في عالم الإعلام، ومن هذه التسميات “الإعلام الإسلامي”.
ومعاييره التي يقررها أساطينه اليوم، يقول الإعلامى أحمد لطفى : (انحرفُ هذا العلم -يعني الإعلام- بتحكم الأهواء والرغبات وحب السيطرة والاستبداد إلى غير موضوعِه واستخدمُه في غير ميدانه حوَّله عن مجراه الصحيح، فلم يُلتزم بمبادئه الحقة ولا بأهدافه السامية التي أنيط بها، كما أن وسائله المعاصرة هي الأخرى -رغم خطورتها- لم يحسن استخدامها لتحقيق الصلاح والإصلاح وتحقيق البناء والإعمار، بل انعكس الحال بسبق أهل الفسق والضلال إليها وسيطرة أعداء الإسلام عليها واستنكاف أهل الخير منها، فكانت وسائل هدم وتخريب في كثير من مجالات الحياة، انحرفت بها الشعوب عن الصراط المستقيم وابتعدت بواسطتها الأخلاق عن النهج القويم، ونشرت الإباحية عن طريقها بمختلف صورها وأشكالها، فأدرك المسلمون خطورة ذلك بعد زمن طويل)
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق