أكد فضيلة الشيخ د.حاتم جاد
أن كلمة «وَاضْرِبُوهُنَّ» التي وردت في القرآن الكريم ليست أمرًا مفتوحًا بضَرْب الزَّوجة، يفعله الزوج متى شاء ويتركه متى يريد، وأن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به، ولم يُشجِّعْه، ولم يمارِسْه مرةً واحدةً فى حياته، لكن للأسف الشديد فُهِمَ هذا الموضوع.
وقال فضيلته أن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة في قوله تعالى: «وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا»، هو الضَّرْب الرَّمْزى وهو – فيما يُجْمِعُ عليه أئمة العلم- المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر.
أشار فضيلة للشيخ د. حاتم جاد إلى أن العلماء فسروا المراد بالضَّرْب بأنه الضَّرْب الرَّمْزى بالمسواك مثلًا أو فرشة الأسنان فى هذا الزمن، ما يعنى إعلان الغضب وليس الإيذاء. وأمام هذا الفهم يتبيَّن أن الضرب كما يفهمه العامة مُحرَّمٌ تمامًا كما حرَّم الإسلام الإيذاء البدنى لأى إنسان حتى أسرى الحرب، علمًا أن هذا الفَهْم للنَّصِّ القرآنى لابد أن يجرى استيعابُه فى إطار حرص القرآن الكريم على ترشيد ثقافة كانت سائدة تستبيح أجساد النساء ولا ترى حرجًا فى ضربهن وإيذائهن، ولا تزال هذه الثقافة موجودة حتى فى قلب أوروبا وأمريكا واليابان.
ودلَّل فضيلة الشيخ د.حاتم جاد على حديثه بأن أمر الضَّرْب ورد فى كلمة واحدة فى القرآن الكريم *(وَاضْرِبُوهُنَّ)* فى مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التى تحافظ على المرأة وعلى كرامتها، وتأمر الرجل بأن يحسن معاملتها وعشرتها، مثل قول الله تعالى: *«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»*، وقوله: *«فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ»*، و*«وَلَا تُضَارُّوهُنَّ»*، وقوله أيضًا: *«فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»*، لافتًا إلى أن كلمة «الضَّرْب» إذا وُضِعتْ إلى جوار هذه المنظومة تبيَّن أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق